مع اقتراب موعد انطلاق حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 بعد ساعات قليلة، يتسابق الرعاة الرسميون والشركات الكبرى للاستفادة من هذا الحدث العالمي الضخم، وكشفت صحيفة "بوليتيكو" عن الكواليس الخفية وراء الصفقات الضخمة والترتيبات السرية التي تجري بين عمالقة الصناعة والتجارة للاستحواذ على أفضل المواقع والفرص خلال الألعاب الأولمبية.
عقود رعاية ضخمة
كشف تقرير "بوليتيكو" أن نحو 30 شركة كبرى دفعت مئات ملايين اليوروهات للحصول على عقود رعاية مع اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 أو اللجنة الأولمبية الدولية.
وأوضح كريستوف ديبون، مدير العلامة التجارية لشركة أليانز فرنسا، أن هذه الاستثمارات تهدف إلى "العمل على شهرتنا وصورة علامتنا التجارية".
وأشار التقرير إلى أن الشركات الراعية تتنافس على حجز أفضل المواقع في باريس لاستضافة فعالياتها الخاصة.
فعلى سبيل المثال، استحوذت شركة "بروكتر آند جامبل" على متحف رودان، بينما حصلت شركة الخطوط الجوية الفرنسية على قصر طوكيو، وحجزت كوكاكولا على مطار الإنفاليد ومطعم كوكو بالقرب من دار أوبرا جارنييه.
سيطرة على رعاية الأولمبياد
وفقًا لتقرير "بوليتيكو"، فإن مجموعة LVMH الفرنسية للسلع الفاخرة قررت الهيمنة على مدينة الأنوار خلال الأولمبياد، إذ صممت الشركة ميداليات الألعاب عبر علامتها التجارية Chaumet، كما صنعت لويس فيتون الحقائب التي تنقل الميداليات، فيما صممت Berluti أزياء الوفد الفرنسي للعرض على نهر السين.
وذكر التقرير أن LVMH ستستقبل ضيوفها في أماكن فاخرة، مثل شرفة فندق Cheval Blanc المطلة على نهر السين، بالإضافة إلى نادي We Areالخاص الذي تم تحويله إلى "بيت LVMH" خصيصًا للمناسبة.
الشركات غير الراعية
لم تغفل "بوليتيكو" عن الشركات غير الراعية رسميًا للأولمبياد، إذ أشارت إلى أنها تحاول الاستفادة من الحدث من خلال التعاون مع الوفود الوطنية.
فعلى سبيل المثال، ستستخدم "إمبوريو أرماني" البيت الإيطالي المقام في حديقة بري كاتلان كواجهة لعرض منتجاتها، باعتبارها المسؤولة عن تصميم ملابس الرياضيين الإيطاليين.
كما ذكر التقرير أن بعض الشركات تستثمر في حزم ترفيهية تشمل تذاكر وإقامة ووجبات فاخرة، والتي يمكن تقديمها في المقصورات الخاصة بالمواقع الأولمبية أو في أماكن مميزة مثل قصر طوكيو ومطعم مؤقت في برج إيفل.
فرص تجارية وراء الكواليس
نقلت "بوليتيكو" عن مسؤول في إحدى الشركات الراعية قوله: "صناع القرار والمؤثرون سيكونون هنا لبضعة أيام على الأقل، لذلك يريد الجميع الاستفادة من ذلك، الصناعة والتكنولوجيا وقطاع الفعاليات، الجميع يريد إظهار خبراتهم للعملاء المحتملين خلال هذه الألعاب."
وأضاف التقرير أن اتحاد الشركات الفرنسية (Medef) ووكالة Business France جمعا أكثر من 150 شركة فرنسية للمشاركة في جولة "فرنسا.. أرض الأبطال" التي ستنتهي في 6 سبتمبر.
وقالت ماري سيسيل تارديو، المديرة العامة المفوضة لـ Business France: "الهدف هو البحث عن فرص للتواصل لتقديم الشركات الفرنسية وتوليد اتصالات ستفيدهم على المدى الطويل."
الحساسية السياسية
لفت تقرير "بوليتيكو" الانتباه إلى الحساسية المحيطة بالدعوات للمسؤولين العموميين، إذ أكد مستشارون في قصر الإليزيه حضورهم في الأماكن والفعاليات المرتبطة بالألعاب الأولمبية، بينما فضل بعض البرلمانيين التركيز على دعوات الاتحادات الرياضية لحضور المنافسات.
وذكر التقرير أن بعض الموظفين الحكوميين رفضوا الدعوات بلطف، ما يشير إلى وجود تذكير بالتعليمات.
كما نقل عن متحدث باسم LVMH قوله: "نحن ندعو شركاءنا، ولكن ليس السياسيين، لأن ذلك يتجاوز على أي حال الحدود المسموح بها للهدايا".