نشأت الفرقة الفلسطينية "صول" في غزة لتكون جسرًا ثقافيًا يحتفل بالتراث الفلسطيني ويعزّز الروابط العالمية، وتمثل رحلتها الفنية شهادة على القوة الدائمة للموسيقى والإنشاد الباعث على كل هذا الشجون والاحتفاء بالحياة، وفي خضم الحرب على غزة، قدمت فرقة "صول" أغنية "أولادي عصافير الجنة"، وهى من مجموعة أغنيات تم تسجيلها بالكامل في قطاع غزة أثناء الحرب.
صوّرت هذه الفرقة الأحاسيس وبيت العائلة الفلسطينية الجامعة بين الأحلام والأحزان والفرح بالحياة وبقاء العزيمة، إذ يقول حمادة نصر الله أحد أعضاء الفرقة ومؤسسيها، لموقع "القاهرة الإخبارية": "في بداية الأمر نشأت فرقتنا في غزة وهذا الأمر صعب، بسبب الحروب والاحتلال وتقليص مساحة الإبداع للفنان الفلسطيني، وبالتالي قررنا أن نكون بمثابة صوت من أصوات غزة، حتى يسمعنا العالم كله، فنحن لسنا فرقة تغني فقط، لكن نحن أبناء غزة التي جمعتنا الموسيقى وتربينا على الأغنيات الوطنية والتراثية وكبر حلمنا في الغناء معنا".
ويضيف: "نحافظ في الفرقة على إرثنا الوطني وفننا الفلسطيني من خلال إعادة إحياء التراث الفلسطيني بشكل جديد واكتشاف أصوات شابة كمواكبة للأجيال الجديدة بهدف تطويرها، فنحن طموحاتنا الاستمرار في الغناء ورفع علم فلسطين في كل شبر في الأرض وتوصيل الحقيقة لكل العالم".
أولادي عصافير الجنة
وحول فكرة تقديم أغنية "أولادي عصافير الجنة"، يقول الفنان الفلسطيني: "الأغنية كتبها صديقنا الكاتب والملحن رزق الجوجو الذي كان معنا في المخيم نفسه، حيث كنا نعيش مع بعضنا لفترة طويلة ونتشارك الأفكار، بوقت استشهاد أحد أطفال أصدقائنا المقربين، وهنا اقترح "الجوجو" علينا كلمات الأغنية التي قام بكتابتها، وتعبر عن الأب الذي فقد أطفاله ومدى حزنه وألمه الذي سيظل يرافقه طوال حياته".
ويضيف: "وكما ذكرت.. الأغنية هي حالة تعبير عن كل أب فقد ابنه، وخصوصًا في قطاع غزة، الذي يحمل كل منزل فيه شهيدًا، سواء كان أبًا أو أخًا أو ابنًا أو أختًا، فالوجع وألم الفقد طال الجميع، لكننا نحتسبهم شهداء في الجنة".
المقاطعة
يؤكد حمادة نصر الله أن ما يحدث في فلسطين حاليًا لا يمكن لعقل تصوره، إذ يقول: "نحن حاليًا نموت في غزة ظلمًا وكل شيء واضح أمام العالم، وبالتالي رسالتي ألا يتوقفوا عن الحديث عن فلسطين وأهل غزة وما يعانون منه، بل ومقاطعة من يدعّم هذا الكيان المحتل، لأن كل ما ينفق من أموال يساهم في قتل أهل غزة".
ويضيف: "للفن دور كبير كغيره من الوسائل التي تساهم في نشر الحقيقة للقضية الفلسطينية، ونصيحتي للفنانين أن مهمتنا لم تنته، فلا قوة بالعالم تستطيع إسكات صوت الحق ونحن على حق".
مهرجان جرش
وحول مشاركة فرقة "صول"، في مهرجان جرش للثقافة والفنون، يقول "نصرالله": "أريد التعبير عن سعادتنا بالمشاركة في هذا المهرجان وغيره من المهرجانات خلال الفترة المقبلة، ستكون استكمالًا لفكرة وجود الفرقة منذ نشأتها وإيصال أصوات غزة إلى العالم، وهذه مسؤوليتنا كفنانين أن نروي للعالم ونوصل صوت كل طفل وشاب وفتاة وشيخ في غزة، من خلال ما نقدمه وبطريقة مختلفة لكل العالم، لنروي قصتنا وتجربتنا في كل مكان نذهب إليه ونوجد فيه".
ويضيف: "سنشارك خلال الفترة المقبلة في العديد من المحافل الدولية في أوروبا وأمريكا، وسوف نبدأ إطلاق العديد من الأعمال التي تم إنتاجها خلال فترة الحرب، منها "ما ضل حكي، ما يهمك، متغرب، الله معنا".