الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج رامي يونس: الفن الفلسطيني موجود رغم محاولات محوه وإسكات صوته

  • مشاركة :
post-title
المخرج الفلسطيني رامي يونس

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

  • واجهت صعوبة في تمويل "اللد" لكوني فلسطينيًا لا يستحق الدعم
  • أشعر بالخجل بسبب ما يحدث في غزة ونكبة 1945 لم تتوقف حتى الآن
  • اعتمدت على التخيل في "اللد" لكونه الشيء الوحيد الذي لم يسرقه الاحتلال
  • الفن قادر على طرح الأسئلة التي يعجز الغرب عن الإجابة عليها

لا يتوقف المبدعون الفلسطينيون عن كشف حقيقة الكيان المحتل أمام العالم، وإبراز المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ سنوات النكبة عام 1948، لذا كان الفن إحدى الأدوات المهمة لإيضاح الصورة الحقيقية، وكشف كذب وخداع هذا المحتل.

ومن أحد جنود معركة القوة الناعمة المخرج الفلسطيني رامي يونس، الذي قدّم فيلم تدور أحداثه حول قصة "اللد" التي مثّلت حلقة وصل بين فلسطين والعالم. 

نجح الفيلم أن يوّصل رسالته إلى العديد من دول العالم ونال إعجاب الجمهور، كما حصد العديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية العالمية، كانت أحدثها في جولته الأخيرة بالولايات المتحدة، حيث فاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي بمهرجان هيوستن للسينما الفلسطينية وجائزة اختيار الجمهور لأفضل فيلم طويل بمهرجان سان دييجو للفيلم العربي. 

وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، تحدث المخرج الفلسطيني رامي يونس عن تجربته في فيلم "اللد"، رفقة المخرجة الأمريكية سارة إيما فريدلاند، والرسالة التي حرص على تقديمها للعالم من خلال هذا العمل، والصعوبات التي واجهته في تمويل الفيلم لخروجه إلى النور، كما تطرق إلى أهمية الفن في دعم القضية الفلسطينية والسبب وراء محاربة الكيان المحتل للمبدعين والفنانين الفلسطينيين، وتفاصيل أخرى في هذا الحوار:

المخرج الفلسطيني رامي يونس

كيف ولدت فكرة فيلم "اللد" والسبب وراء تحمسك لتنفيذها؟

الفكرة الأولية كانت من خلال المخرجة سارة إيما فريدلاند، وهي أستاذة سينمائية ومخرجة أفلام أمريكية، عندما قرأت مقالًا عما حدث في مدينة اللد عام 1948، قررت البحث في القصة، فتواصلت معي كوني من هذه المدينة عن طريق صديق مشترك بيننا، وكنت في ذلك الوقت صحفيًا ومهتمًا بصناعة الأفلام، لكنني لم أقدم أي عمل سينمائي حينها، ومن ثمّ طلبت مني خوض هذه التجربة وتقديم عمل سينمائي عن هذه القصة، فتحمست للغاية لمشاركتها وتقديم عمل يدعّم قضية وطني.

وماذا عن كواليس التحضير للفيلم والتحديات التي واجهتكما؟

بدأنا العمل على هذا المشروع في عام 2016، وكانت الاستعدادات سهلة نسبيًا لأنني من مدينة اللد، ولدي معرفة مسبقة بشخصيات الفيلم، وكانت الصعوبة الرئيسية الوحيدة تكمُن في تمويل المشروع، لعدم وجود صناديق دعم لفيلم يتحدث عن النكبة، وكوني فلسطينيًا لا أملك الحق في إمكانية الوصول إلى الأموال المحلية التي يمكن أن تدعم هذا الأمر، لكن من حُسن حظي أنه تم التغلب على هذه العقبة من خلال الأفراد الذين فهموا أهمية الفيلم، وأعجبوا بالنهج الفني الذي اتبعته أنا وسارة، وبالتالي تمكّنا من الدعم وتحقيق هذا الحلم.

لماذا اعتمدت على الخيال في إيصال رسالتك؟

 الفيلم يشرح جذور ما يحدث الآن ويُظهر أنه لم ينته أبدًا، كما أن هذا العمل يعد تمرينًا في الخيال كحق أساسي من حقوق الإنسان، نحن نتصور واقعًا مختلفًا لم يكن فيه احتلال لفلسطين أبدًا، ونُظهر كيف يمكن أن تكون الأمور لو لم تتعرض لصدمة من الأحداث المروعة التي حدثت لشعبنا في عام 1948، التي لا يزال الكثيرون غير مدركين لها، فإذا كان هناك شيء واحد لا يستطيع الاحتلال أن يأخذه منا فهو قدرتنا على التخيل، وهناك شيء آخر نود أن يتعلمه الناس من هذا العمل وهو فهم أن ما حدث في عام 1948 لم يتوقف أبدًا. 

كما أن العمل يجمع أشكالًا عديدة من السرد القصصي، وحقيقة الأمر أن الفيلم تناول قصة النكبة من زاوية مختلفة، فليس هناك الكثير من الأفلام الوثائقية التي تحتوي على عنصر الخيال العلمي ناهيك عن الأفلام الفلسطينية التي تناولت النكبة.

رامي يونس رفقة الأمريكية سارة إيما فريلاندد

إلى أي مدى يسهم الفن في دعم القضية الفلسطينية؟

حقيقة الأمر أن الفن الفلسطيني لا يزال موجودًا رغم العديد من محاولات المحو، فالفن قادر على طرح الأسئلة بدلًا من إعطاء الإجابات، وأعتقد أن الأسئلة التي نطرحها في فننا هى أسئلة الكثير من الناس في الغرب، لكن لا يريدون الإجابة عليها، وسنستمر في سؤالهم في عوالم أخرى، سنستمر في صُنع الفن.

وهل ما يحدث حاليًا في غزة يصنع بداخلكم أفكارًا جديدة لتقديمها في عمل فني؟

أعتقد أن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة تجعل فيلمنا أكثر أهمية من أي وقت مضي، الآن يريد الناس التعرف على خلفية ما يحدث في الوقت الحالي، وفيلمنا يفعل ذلك بالضبط، لذلك حتى قبل التفكير في مشاريع جديدة، لا بد من التركيز على المشروعات الموجودة بالفعل، وطرحها في العالم العربي والغربي.

المخرج الفلسطيني رامي يونس

في رأيك ما السبب وراء محاربة الكيان المحتل للقوة الناعمة الداعمة للقضية الفلسطينية؟

لطالما كانت آلية عملهم لاستهداف الفنانين والشخصيات العامة والمفكرين، لا يفرّق الاحتلال بين أحد، ودائمًا يسعى لإسكات صوت الحق وتضليل العالم بجرائمه الشنيعة، ولحُسن الحظ بدأ العالم يفهم مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي وغير قانونيته.

ونصيحتي للمبدعين والفنانين، الاستمرار في دعمهم للقضية الفلسطينية، ولديهم مسؤولية كبيرة في تسليط الضوء على الظلم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حتى يبدأ الناس في مجتمعاتهم بطرح الأسئلة الصحيحة، فلم يعد يُنظر إلى القضية الفلسطينية في العديد من البلدان على أنها قضية أجنبية بل قضية محلية لأنها تتعلق بما هو صواب والانحياز إلى الإنسانية.

ما رسالتك للعالم لوقف هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؟

الحقيقة أنني أشعر بالخجل تجاه ما يحدث في فلسطين، وبعد 15 عامًا من الآن سيقرأ أطفالنا عن الإبادة الجماعية ويسألوننا عما فعلناه لوقفها، فمن الأفضل أن يكون لدينا إجابات جيدة لهم.