تخلص الرئيس الأمريكي السابق - ولو مؤقتًا - من آخر معاركه القضائية ضمن سلسلة الاتهامات والقضايا التي رفعت ضده عقب خسارته في سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، التي تتعلق بتزوير الانتخابات في ولاية جورجيا يواجه فيها 13 تهمة.
وخلال السنوات الماضية واجه المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، عدة قضايا منها "أموال الصمت" التي أُدين فيها بـ34 تهمة، بجانب قضية "الوثائق السرية" التي تتضمن 40 تهمة جنائية، أسقطها المدعي العام بسبب عدم الدستورية.
أما قضية اقتحام الكونجرس التي واجه فيها ترامب وآخرون أربع تهم تتعلق بالتآمر وعرقلة التصويت، فقد أعادتها المحكمة العليا إلى محكمة أدنى درجة بعدما قضت بأن الرؤساء السابقين يتمتعون بالحصانة المطلقة فيما يتعلق بالتصرفات الرسمية، لكن ليس لديهم حصانة فيما يتعلق بالتصرفات الخاصة.
تزوير الانتخابات
بخصوص قضية تزوير الانتخابات، صوتت هيئة محلفين كبرى على توجيه الاتهام إلى دونالد ترامب، إلى جانب أكثر من 10 من حلفائه، لمحاولتهم إلغاء خسارته في انتخابات عام 2020 الرئاسية بالولاية، إذ وجه فاني ويليس، المدعي العام لمقاطعة فولتون، 13 تهمة لترامب، بما في ذلك انتهاك قوانين الابتزاز بالولاية واستدراج موظف عام لانتهاك القسم الذي أداه في منصبه، والتآمر لارتكاب التزوير من الدرجة الأولى، والتآمر لتقديم وثائق مزورة وتزوير الوثائق.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، جاء في لائحة الاتهام أن ترامب والمتهمين الآخرين رفضوا قبول خسارته، وانضموا عن علم وعمد إلى مؤامرة لتغيير نتيجة الانتخابات بشكل غير قانوني لصالح ترامب، وتتضمنت لائحة الاتهام إجمالي 41 تهمة ضد 19 شخصًا، ويواجهون بشكل جماعي سلسلة من التهم المختلفة، وتتم محاكمتهم جميعًا بموجب قانون جورجيا.
مسار القضية
تتضمن لائحة الاتهام أنه في 2 يناير 2021، طلب الرئيس السابق دونالد ترامب، من وزير خارجية ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر، العثور على الأصوات اللازمة للفوز بالولاية في انتخابات عام 2020، وساعدت المكالمة الهاتفية سيئة السمعة بينهما في إشعال التحقيق الجنائي، الذي أطلقه المدعي العام لمقاطعة فولتون فاني ويليس، للتحقيق في جهود ترامب وحلفائه لقلب نتائج انتخابات 2020.
وأغسطس 2023، سلم ترامب و18 متهمًا أنفسهم في سجن مقاطعة فولتون، وتم إطلاق سراح ترامب بكفالة قدرها 200 ألف دولار، وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير وغيرت مسار القضية، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز"، وقدم أحد المتهمين التماسًا يفيد بأن المدعية العامة فاني ويليس، على علاقة شخصية ورومانسية مع ناثان ويد، أحد كبار المدعين العامين، الذين جلبتهم للعمل على القضية، التي يُزعم أنها أسفرت عن مكاسب مالية لكليهما.
التفرغ للانتخابات
وقدم ترامب استئنافًا على الاتهامات الموجهة ضده بسبب تلك العلاقة، وقدم فريقه القانوني عدة طلبات جديدة تسعى إلى رفض القضية المرفوعة ضده على أسس تشمل الحصانة الرئاسية، وهو ما دفع محكمة الاستئناف بوقف الإجراءات في القضية لحين الفصل في قصة العلاقة بين المدعية العامة ناثان ويد.
ومع تحديد محكمة الاستئناف في جورجيا عقد جلسات الاستماع والمرافعات الشفوية، ديسمبر المقبل، وهو ما يعني أنها ستتم بعد واحد من الانتخابات الرئاسية، نوفمبر 2024، ما يجعل الرئيس الأمريكي السابق ينتهي من كل المشكلات والقضايا القانونية ضده، والتفرغ لحملة الانتخابات.