يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بدأ موسم الاتهامات المتعلقة بالتلاعب في نتائج الانتخابات مبكرًا، وذلك بعد ما حثَّ أنصاره أمس الجمعة على منع وصول "أكياس القمامة"، إلى مراكز الاقتراع خلال الانتخابات المقبلة، مذكرًا إياهم بما وصفه بـ"سرقة انتخابات 2020" منه.
وفي تجمع حاشد لأنصاره في ماسون سيتي بولاية آيوا، قال ترامب إن انتخابات 2020 سُرقت منه، مضيفًا: "لن نسمح بحدوث هذا مجددًا.. عليكم جميعًا البقاء في مراكز الاقتراع ومراقبتها، وإذا رأيتم أكياس قمامة تصل لمراكز التصويت عليكم إيقافها، لأن هؤلاء الأشخاص ملتوون ويعرفون كيفية الغش".
وقال ترامب، المرشح الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الأمريكية 2024، إنه لن يسمح هو ومؤيدوه بتزوير انتخابات 2024، مضيفًا: "سنقاتل من أجل أمريكا كما لم يقاتل أحد من قبل"، ووصف انتخابات 2024، بـ"معركتنا الأخيرة".
وطالب ترامب أنصاره، بـ"حراسة التصويت"، خلال الانتخابات المقبلة.
نتيجة مفروضة
وفي تعليقها على تصريحات ترامب قالت سوزان بينيش، التي تدير مجموعة بحثية تسمى "مشروع الخطاب الخطير"، إن تصريحات ترامب تشير إلى نتيجة "مفروضة للانتخابات"، متسائلة: هو في الواقع حماية للانتخابات من التزوير أم أنه يحمي نفسه من نتيجة انتخابات لا يعلن فيها أنه الفائز؟.
وقبل انتخابات 2020، أطلق ترامب دعوات مماثلة، وحث أنصاره على مراقبة مراكز الاقتراع.
وبعد انتخابات 2020، التي خسر فيها ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن، قال إن هناك أدلة هائلة على انتشار تزوير واسع النطاق في فرز الأصوات ضمن الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات بينها ميتشيجان وبنسلفانيا وجورجيا.
وقال في تغريدة عبر "إكس" (تويتر في ذلك الوقت) إن هناك أدلة على تزوير واسع النطاق يخص نتائج التصويت تثبت بشكل قاطع أن مراقبي ومتابعي الانتخابيين لم يسمح لهم بحضور غرف فرز الأصوات.
ويواجه الرئيس الأمريكي السابق، عدة تهم، بينها محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، فيما يعتبر ترامب لائحة الاتهامات الموجهة ضده بأنها "زائفة".
وتساءل ترامب: لماذا لم يوجهوا لي التهمة قبل سنتين ونصف السنة، لأنهم يريدون القيام بذلك وسط حملتي الانتخابية"، وذلك تعليقًا على توجيه القضاء في ولاية جورجيا له و 18 آخرين بتهمة "الابتزاز"، وارتكاب عدة جرائم سعيًا لقلب نتيجة 2018 في الولاية.
اتهامات متبادلة
وهاجم ترامب الرئيس الحالي جو بايدن بـ"إثارة المخاوف"، بعد أن قارن بايدن بين خطاب ترامب وخطاب "ألمانيا النازية"، ووصف ترامب بايدن بـ"المحتال"، مضيفًا أنه "سجل سلسلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل".
فيما قال بايدن الذي يتخلف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، إن ترامب "تهديد للبلاد"، وذلك في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، مضيفًا أن ترامب وأنصاره يتوسلون "العنف السياسي".
وأضاف بايدن: "ترامب وأنصاره (من مؤيدي شعار فلنجعل أمريكا عظيمة مجددا) لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يجعلونه مادة للضحك"، متهمًا إياه باستخدام خطاب "ألمانيا النازية"، قائلا إنه "يتحدث عن دماء الأمريكيين المسمومة، مستخدما بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية".
وتجرى الانتخابات الرئاسية في أمريكا هذا العام، الثلاثاء 5 نوفمبر، وهي الانتخابات الرئاسية الـ60 في الولايات المتحدة، التي تجرى كل 4 سنوات.