الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلاح ذو حدين.. تعامل حذر من إدارة بايدن مع محاكمة ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والممثل الأمريكي روبرت دي نيرو خارج المحكمة في مانهاتن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تواجه حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات معقدة في التعامل مع محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب والنتائج المحتملة لها، إذ إنه من ناحية يدرك فريق بايدن أهمية عدم المبالغة في التركيز على القضية، خشية أن يبدو ذلك محاولة للتأثير على سير العدالة أو أن تنقلب الأمور لصالح ترامب في حال تبرئته، ومن ناحية أخرى، لا يمكن للحملة تجاهل هذه القضية الكبرى التي تهز الساحة السياسية الأمريكية، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

لعب على الحبال 

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، تضطر حملة بايدن إلى لعب دور حذر على حبال رفيعة، مع محاولة الاستفادة من الضجة الإعلامية المحيطة بالمحاكمة، دون الانجرار وراء التفاصيل القانونية للقضية نفسها.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك تجلى في مؤتمر صحفي نظمته الحملة خارج المحكمة في ولاية مانهاتن الأمريكية الثلاثاء الماضي، حضره الممثل الشهير روبرت دي نيرو وبعض الضباط الذين كانوا في الكونجرس خلال أحداث 6 يناير 2021، للتحذير من خطر إعادة انتخاب ترامب، لكن هذه الخطوة لاقت انتقادات من بعض المحللين السياسيين الذين اعتبروها "خطأً كبيرًا".

تجنب التدخل المباشر

في المقابل، كشفت الصحيفة أن البيت الأبيض تجنب حتى الآن التعليق على القضية بشكل مباشر، في محاولة لتجنب إبداء أي انطباع بأنه يحاول التأثير على مسارها القانوني، إذ امتنعت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الرد على أسئلة حول ما إذا كان بايدن سيتحدث عن النتيجة، مؤكدة أن الإدارة "لن تتحدث عن أي قضايا قائمة حتى بشكل افتراضي".

إشارات غير مباشرة

على الرغم من ذلك، لم يمنع هذا الموقف الحذر بايدن نفسه من إلقاء إشارات غير مباشرة حول القضية، كما حدث عندما علق قائلًا إن ترامب "متفرغ يوم الأربعاء"، في إشارة إلى اليوم الوحيد الذي لا يحضر فيه ترامب جلسات المحاكمة.

وفقًا لمصادر مطلعة على استراتيجية حملة بايدن، فإن القرار النهائي بشأن مدى التركيز على وصف ترامب بـ "المتهم " في حال إدانته، لا يزال معلقًا، إلا أن أحد المصادر أكد أن بايدن سيتحدث بشكل أو بآخر عن نتيجة المحاكمة، على الرغم من عدم وجود خطط رسمية لإلقاء خطاب حتى الآن.

تقييمات متباينة

وانتقد بعض المحللين السياسيين قرار حملة بايدن استضافة الممثل روبرت دي نيرو، واصفين إياه بـ"الخطأ الكبير" و"الغباء"، كما فعل الاستراتيجي الجمهوري البارز كارل روف.

وبينما رأى ديفيد أكسلرود، مستشار البيت الأبيض السابق في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، أن هذه الخطوة كانت "مربكة"، وقد لا يفهمها الناخبون الأصغر سنًا، يرى آخرون أنها حققت نجاحًا في جذب انتباه وسائل الإعلام، ومنهم السيناتور الديمقراطي كريس كونز الذي قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس الأربعاء، إن استضافة دي نيرو كانت فرصة للاستفادة من الضجة الإعلامية الهائلة خارج محكمة ترامب.

وأضاف كونز: "إذا نظرت إلى الصورة على شاشة التلفزيون الآن، ستجد أن عدد الميكروفونات هناك أكثر من عدد سكان تايوان بأكملها، لذا أعتقد أنه كان هناك بسبب وجودكم".

وأوضحت "ذا هيل" أنه بينما انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لخطوة استضافة دي نيرو، فإن هذا يعكس الموقف الصعب الذي تواجهه حملة بايدن في التعامل مع هذا الحدث السياسي الكبير، إذ تسعى للاستفادة من الضجة الإعلامية المحيطة به من دون الانجرار وراء دوامته بشكل مفرط.

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإن مصدرًا مقربًا من الحملة قال إن رسالتها الرئيسية للناخبين ستكون أن "الطريقة الوحيدة لوقف ترامب هي هزيمته في صناديق الاقتراع"، بغض النظر عن نتيجة المحاكمة. وتدرك الحملة أهمية التركيز أيضًا على قضايا أخرى تهم الناخبين مثل التضخم، كما أشارت الصحيفة.