تتزايد التكهنات حول مدى قدرة المستشار الألماني أولاف شولتس، على الاحتفاظ بمنصبه في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها العام المقبل، في الوقت الذي يتصدر المشهد عدد من الشخصيات السياسية، على رأسها روبرت هابيك، وزير الاقتصاد والمنتمي لحزب الخضر، وأنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية القيادية في الحزب نفسه، إلى جانب زعيم المعارضة فيرديش ميرز.
ويبقى عضوا حزب الخضر، الأبرز في المشهد الانتخابي، إلا أنه بعد أن استبعدت وزير الخارجية بيربوك ترشحها لمنصب المستشار، بات المجال مفتوحًا أمام نائب المستشار الحالي روبرت هابيك، للمنافسة على منصب المستشار، بحسب موقع تاجز شاو.
انسحاب بيربروك
ترغب السياسية الخضراء في التركيز بكل قوتها على وظيفتها كوزيرة للخارجية والاستمرار بها، مبررة قرارها بمسؤوليتها تجاه الأزمات الدولية.
وترشحت "بيربوك" في الانتخابات السابقة عام 2021، لمنصب المستشار قبل أن تتنازل لصالح أولاف شولتس، بعد تشكيل ائتلاف الحكومة الحالي، المعروف باسم "إشارة المرور".
وحصل حزب الخضر وقتها على 14.7% من الأصوات، وأصبح ثالث أقوى قوة بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي، وفي حال انتخاب برلمان جديد من المتوقع أن يحصل الحزب على 13% وبالتالي المركز الرابع، وسيأتي الاتحاد في المركز الأول، مُتقدمًا على حزبي البديل من أجل ألمانيا والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
فرصة النائب
يزيد قرار بيربوك بالانسحاب من احتمالية دخول حزب الخضر في الحملة الانتخابية مع نائب المستشار ووزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك كمرشحي لمنصب المستشار.
وردًا على سؤال حول مطالبته بالترشح عن حزبه لمنصب المستشار، قال هابيك: "سنناقش كل شيء آخر في اللجان وسنعلن القرارات".
وفي سبتمبر 2022، قرر حزب الخضر أنه إذا كان هناك العديد من المرشحين الواعدين، فيجب على قاعدة الحزب أن تقرر المرشح الأكثر حظًا من خلال التصويت الأولي، على أمل أن يتوصل زعيما الحزب السابقان إلى اتفاق ودي".
وتشير التقارير إلى أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، سيكون المرشح الأول لمنصب المستشار في انتخابات عام 2025.
مناقشات مبكرة
حذّر نائب المستشار روبرت هابيك "حزب الخضر" من المناقشات المبكرة حول ترشيح محتمل لمنصب المستشار، قائلًا: "سنقرر كل شيء في الوقت المناسب، وتواجه ألمانيا وأوروبا التحدي الكبير المتمثل في تأكيد وجودهما في عالم مليء بالأزمات، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى السياسة الأمنية".
شعبية المستشار
على غير السائد، انخفضت شعبية المستشار الألماني أولاف شولتس، منذ عامه الثاني في منصبه الذي تولاه خلفًا للمستشارة أنجيلا ميركل، التي قضت 16 عامًا على رأس الحكومة، إلا أن غضب الشارع تجاه سياسة شولتس، فتح الأبواب لاحتمال بحث حزب "الاشتراكي الديمقراطي" عن وجه آخر للترشح للانتخابات المقرر لها 2025.
من جانبه؛ أعرب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينجبيل، عن قناعته بأن شولتس سيقود الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الحملة الانتخابية الفيدرالية، العام المقبل، رافضًا بشدة التكهنات داخل الحزب حول المرشح لمنصب المستشار في عام 2025، قائلًا: "أولاف شولتس هو المستشار، وسيظل كذلك، وسيكون مرشحنا مرة أخرى".
ترتيب افتراضي
وفقًا لقيم الاستطلاع الحالي الذي أجرته فورسا، فإن حزب الاتحاد المسيحي بقيادة فيرديش ميرز يتقدم بفارق كبير على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس، الذي سينتهي به الأمر في المركز الثاني بنسبة 16%.
وفي انتخابات مباشرة افتراضية مع المرشحين شولتس وميرز وروبرت هابيك، من المتوقع أن يحصل ميرز على 23% من الأصوات، مقابل 18% لشولتس، وهابيك على 17%.
انتخابات سبتمبر الحاسمة
ولا يرغب حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في تأكيد المرشح لمنصب المستشار إلا بعد الانتخابات في ثلاث ولايات بألمانيا الشرقية، سبتمبر المقبل، وبالإضافة إلى ميرز، يقال إن رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر ورئيس وزراء شمال الراين وستفاليا من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لديهما طموحات للترشح لمنصب مستشار الاتحاد.