الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتخابات أوروبا.. تصدر حزب ميلوني بإيطاليا وشولتس في مأزق

  • مشاركة :
post-title
الأحزاب اليمينية والشعبوية تحقق مكاسب كبيرة في أنحاء أوروبا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما اشتعلت العواصم الأوروبية بالمظاهرات والاحتجاجات على مدار الأشهر الماضية، في انعكاس للغضب الشعبي حول سياسات القارة الحالية، لم يكن غريبًا أن تحقق الأحزاب اليمينية والقومية والشعبوية مكاسب كبيرة في جميع أنحاء أوروبا، خلال الانتخابات التي تجرى حاليًا لتشكيل قيادة الكتلة خلال الأعوام الحرجة المقبلة. إذ احتل التحالف المحافظ المكون من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المركز الأول في الانتخابات الأوروبية التي جرت أمس الأحد في ألمانيا، حيث حصل على 30.2% من الأصوات، وفقًا للتلفزيون العام الألماني.

وفي إيطاليا، تصدر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، نتائج الانتخابات الأوروبية، بينما حل حزب المعارضة الرئيسي في المرتبة الثانية.

أمّا بلجيكا، مقر المؤسسات الأوروبية، فرغم أنها تحولت إلى اليمين في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، لكن الانهيار الساحق المتوقع للمتشددين لم يحدث.

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث إلى الناخبين
مأزق شولتس

بينما كان فوز المحافظين متوقعًا، فإن السباق الحقيقي في ألمانيا كان على المركز الثاني. حيث من المتوقع أن يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المركز الثاني بنسبة 16%، بزيادة قدرها 5% مقارنة بانتخابات الاتحاد الأوروبي لعام 2019. وإذا ثبتت النتيجة فسينظر إليها على أنها نجاح كبير لحزب عصفت به فضائح في الأشهر الأخيرة.

وكان أكبر مرشحين للحزب لانتخابات الاتحاد الأوروبي متورطين في سلسلة من الادعاءات المثيرة بسوء السلوك، التي تنطوي على التجسس المشتبه به، ومساعدة توغل النفوذ الروسي المحتمل.

وفي الآونة الأخيرة، اضطر المرشح الرئيسي لـ "البديل من أجل ألمانيا"، ماكسيميليان كراه، إلى وقف حملته الانتخابية، بعد أن دافع عن أعضاء "فافن إس إس" -الجناح العسكري للحزب النازي التابع لهتلر- باعتبارهم "ليسوا مجرمين تلقائيين".

ووصف أحد زعماء الحزب الوطني، تينو شروبالا، النتيجة بأنها "تاريخية".

حسب ما نشرته النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو"، من المتوقع أن يحتل الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتزعمه المستشار الألماني، أولاف شولتس، المركز الثالث بنسبة 13.9%، وهي أسوأ نتيجة له ​​في الانتخابات الوطنية منذ تأسيس الحزب قبل أكثر من قرن من الزمان.

كما من المتوقع أن يحصل حزب الخضر، الذي يحكم في ائتلاف فيدرالي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الديمقراطيين الأحرار، على 11.9%، وهو انخفاض بنسبة 8.6%، مقارنة بالانتخابات الأوروبية لعام 2019، مما يجعل الحزب أكبر خاسر في الانتخابات.

أيضًا، من المتوقع أن ينخفض ​​​​الحزب الديمقراطي الحر، وهو أصغر عضو في الائتلاف، إلى 5%، ليقترب من النسبة التي سيحتاجها الحزب للعودة إلى البوندستاج -البرلمان الألماني- في الانتخابات البرلمانية العام المقبل.

ومن المرجح أن تؤدي النتائج السيئة التي حققتها الأحزاب التي تشكل الحكومة الائتلافية في ألمانيا إلى ضخ المزيد من الصراع في الائتلاف المنقسم بالفعل، مما يجدد الشكوك حول استقراره، وفق "بوليتيكو".

كما وصل الحزب الشعبوي الجديد في ألمانيا، بوندنيس ساهرا فاجنكنخت (BSW)، الذي يجمع بين السياسات الاقتصادية اليسارية ووجهات النظر الثقافية اليمينية، إلى المشهد السياسي بنتيجة بلغت 6.1%.

و تأسس الحزب على يد ساهرا فاجنكنخت، الوجه القديم لحزب اليسار، الذي كان يعاني من أزمة منذ رحيلها وكان من المتوقع أن يحصل في النهاية على 2.7%.

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تدلي بصوتها في الانتخابات الأوروبية
اكتب "جورجيا"

في روما، تصدر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، نتائج الانتخابات الأوروبية بحصوله على ما لا يقل من 27% من الأصوات، وفق استطلاعات نشرت بعد إغلاق صناديق الاقتراع.

وحل الحزب الديمقراطي (يسار وسط)، وهو حزب المعارضة الرئيسي، في المرتبة الثانية بحصوله على أكثر من 23%، تليه حركة "5 نجوم" الشعبوية بقيادة رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي بنسبة تناهز 11%، وفق الاستطلاعات التي أجريت لصالح وسائل الإعلام الإيطالية الرئيسية.

وحصل شريكا ميلوني في الائتلاف الحكومي، حزب "الرابطة" المناهض للمهاجرين بزعامة ماتيو سالفيني، وحزب "فورتسا" إيطاليا المحافظ الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، على ما بين 8 و10% من الأصوات.

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، جعلت ميلوني، رأس القائمة، من هذه الانتخابات استفتاء على شخصها، من خلال مطالبة الناخبين بأن يكتبوا ببساطة اسم "جورجيا" على بطاقات اقتراعهم. وبالتالي، يأتي فوزها المعلن، إذا تأكد، ليرسخ نسبة الـ 26% التي حصلت عليها في الانتخابات التشريعية عام 2022 وأوصلتها إلى السلطة.

ومنذ وصولها إلى رئاسة الوزراء في أكتوبر 2022، تمكنت ميلوني من الحفاظ على إجماع بشأن شخصها، خصوصًا بفضل الانقسامات بين معارضيها. إضافة إلى ذلك، يُشكل التقدم الذي أحرزته مقارنة بالانتخابات الأوروبية لعام 2019 أمرًا لافتًا، ذلك أن حزب "إخوة إيطاليا" لم يحصل آنذاك سوى على 6.44% من الأصوات.

وفي ذلك الوقت، كان حزب "الرابطة" بزعامة سالفيني، المشكك في الاتحاد الأوروبي والمتحالف مع حزب "التجمع الوطني" الفرنسي في البرلمان الأوروبي، هو الذي حصل على حصة الأسد التي بلغت 34.26%.

زعيم حزب "فلامس بيلانج" الفلمنكي البلجيكي توم فان جريكن يتحدث إلى الناخبين
بلجيكا إلى اليمين

رغم أن بلجيكا، مقر مؤسسات الكتلة الأوروبية، تحولت إلى اليمين في الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، لكن الانهيار الساحق المتوقع للمتشددين لم يحدث.

فقد حصل حزب فلامس بيلانج الانفصالي اليميني، الذي تصدر استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة، على 21% من الأصوات الفلمنكية. لكنه مع هذا، فشل في التغلب على منافسيه المحافظين الفلمنكيين في التحالف الفلمنكي الجديد(N-VA)، الذي أصبح أكبر حزب في بلجيكا، بحوالي 1. 25% من الأصوات.

وبينما كان التيار الرئيسي في بلجيكا يستعد لانتصار اليمين المتشدد في الشمال، مع تأييد الناخبين لخطة لتقسيم البلاد في غضون سنوات قليلة، امتطى فلامس بيلانج موجة من القوى اليمينية المتطرفة الأوروبية التي حققت أداءً جيدًا.

وفي الجزء الجنوبي من البلاد، إقليم والونيا، اتجه الناخبون أيضًا نحو اليمين، حيث من المتوقع أن تصبح الحركة الإصلاحية الليبرالية الناطقة بالفرنسية أكبر حزب بحوالي 32% من الأصوات الناطقة بالفرنسية.

واحتل حزب Les Engagés الوسطي المركز الثاني، بناءً على النتائج الأولية حوالي الساعة الثامنة مساءً. في نتائج كانت بمثابة صدمة للحزب الاشتراكي الذي ينتمي إلى يسار الوسط، والذي قاد المنطقة لعقود من الزمن.