كشف الرئيس الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي، أوجاع بلاده الاقتصادية، خلال زيارته برلين، إذ نالت خطته المعروفة بالعلاج بالصدمة، اعتراضات كبيرة، الأمر الذي دفعه لزيارة البلد صاحبة الاقتصاد الأقوى في أوروبا، أملًا في الخروج من تلك الأزمة.
وينفذ الرئيس الأرجنتيني ميلي برنامج تقشف جذري في بلاده، وفي اجتماعه مع المستشار الألماني، الذي استمر 60 دقيقة، أكد فيها "شولتس" ضرورة التوافق الاجتماعي على الإصلاحات الاقتصادية الجذرية في الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
انتقادات ألمانية
وواجه المستشار الألماني أولاف شولتس، انتقادات من داخل ائتلافه الذي يقوده يسار الوسط، لدعوته الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
وقالت النائبة ديبورا دورينج، من حزب الخضر، إن الرئيس "يعارض تمامًا سياساتنا وقيمنا".
وأطلق المتظاهرون، الذين حمل بعضهم لافتات كُتب عليها "لا تجارة مع الطغاة"، صيحات الاستهجان في أثناء تواجدهم خارج المستشارية، بالتزامن مع خروج الأرجنتيني الذي يصف نفسه بالرأسمالي الفوضوي من سيارته في أول زيارة له إلى ألمانيا كرئيس.
وقالت إذاعة "إيه آر دي" إن أهمية الأرجنتين كشريك تجاري، واهتمام ألمانيا بموادها الخام، يجب ألا يحل محل القضايا الرئيسية، بما في ذلك "حقوق الإنسان والمعايير البيئية".
أوجاع الأرجنتين الاقتصادية
تعاني الأرجنتين - ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية - الركود وانخفاض الإنتاجية الصناعية، وكبر حجم الاقتصاج غير رسمي، ما يحرم الدولة من عائدات ضريبية ضخمة.
ووفقًا للجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين، يعيش ما يقرب من 56% من سكان الأرجنتين تحت خط الفقر ويعيش نحو 18% في فقر مدقع.
التطرق إلى "ميركوسور"
وركز الجانبان عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والتطرق للمحادثات المستمرة منذ 25 عامًا، بشأن منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا الجنوبية ميركوسور، التي تضم الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي وباراجواي، وهو ما تعارضه فرنسا.
ومن شأن الاتفاقية أن تنشئ واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم بأكثر من 700 مليون نسمة، ولم يتم تنفيذ الاتفاقية الأساسية لعام 2019، بسبب المخاوف المستمرة المتعلقة بالبيئة وعلى رأسها حماية الغابات المطيرة.
كما أيد المستشار الألماني انضمام الأرجنتين إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD".
الدعم الأرجنيتي لأوكرانيا
أشار المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى دعم الرئيس الأرجنتيني لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وأنهما حضرا قمة السلام في سويسرا هذا الشهر.
وقال متحدث الحكومة الألمانيى هيبستريت: "اتفق كلاهما مرة أخرى في محادثاتهما اليوم على أن روسيا لديها القدرة على إنهاء الحرب على أوكرانيا".
زيارات ولقاءات محدودة
ولم يستقبل ميلي سوى القليل من زعماء العالم منذ توليه منصبه، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيسة وزراء إيطاليا جيورجيا ميلوني، ورئيس السلفادور ناييب بوكيلي، والبابا فرانسيس.
وزار الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا دون تلقي دعوة لزيارة البيت الأبيض، وبدلًا من ذلك التقى الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك والرئيس السابق دونالد ترامب.
صعود خافيير ميلي
وصعد الليبرالي اليميني إلى السلطة على خلفية وعود بأنه سيحل أسوأ أزمة تواجهها الأرجنتين منذ عقدين من الزمن، التي شهدت ارتفاع التضخم السنوي نحو 300% وتفاقم الركود.
وصوّت مجلس الشيوخ بفارق ضئيل هذا الشهر لصالح الموافقة على المجموعة الأولى من إجراءات التقشف القاسية التي فرضتها ميلي، وهي الخطوة التي أثارت احتجاجات عنيفة أعقبتها حملة قمع من الشرطة.