في وقت يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة، تبرز قضايا الشرق الأوسط، كأساس لاختبار تحالفات الأحزاب السياسية في عدد من الدول الغربية.
ففي المملكة المتحدة، شهد حزب العمال تراجعًا ملحوظًا في دعم المسلمين بعد الانتخابات الأخيرة، بينما في فرنسا، تباينت المواقف بين اليسار الجديد واليمين المتطرف حول سياسة باريس تجاه حرب غزة.
وفي الولايات المتحدة، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات متزايدة بسبب موقفه المستمر تجاه رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وأثر ذلك على دعمه بين الشباب والمسلمين والمجموعات ذات البشرة اللونية.
بريطانيا
تاريخيًا كان حزب العمال يعتمد على المسلمين البريطانيين للحصول على الدعم، ولكن في انتخابات الرابع من يوليو، انخفضت حصة الحزب من أصوات هذه الفئة بمتوسط 23 نقطة في المقاعد.
ورأى البعض أن هذه الإخفاقات هي دليل على مشاعر البريطانيين المسلمين تجاه إسرائيل، لكن هذا يتجاهل حقيقة أن الحرب في غزة لها صدى لدى مجموعات متنوعة في المملكة المتحدة، كما كتبت صحيفة الجارديان البريطانية.
فرنسا
أما في فرنسا، فقد ظهرت الصراعات بين اليسار الفرنسي الجديد "الجبهة الشعبية الجديدة" واليمين المتطرف "الجبهة الوطنية" حول قضية حرب غزة كخط فاصل في الانتخابات الأوروبية والداخلية.
وقد لفت مقال في صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن دعم الجبهة الوطنية الفرنسية الحازم لإسرائيل يعكس الاندماج بين اليمين المتطرف في أوروبا والحكومة الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، يسعى زعيم اليسار جان-لوك ميلانشون لتمثيل نفسه كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، وهو الموقف الذي نجح في جذب تأييد المسلمين الفرنسيين والتقدميين.
أمريكا
وفي الولايات المتحدة، فإنها تظل الحليف الأوثق لإسرائيل، وتقارير "نيويورك تايمز" في مايو أشارت إلى أن استمرار دعم بايدن لنتنياهو قد يؤدي إلى تراجع دعمه بين الناخبين الشباب والمسلمين الأمريكيين وأصحاب البشرة السمراء قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر.
وعلى الرغم من أن السياسة الخارجية غالبًا ما تكون أقل أولوية للناخبين، فإن موقف بايدن قد يؤدي إلى فقدان دعمه في ولايات المجموعة المتأرجحة مثل ميشيجان التي تضم جالية كبيرة من العرب والمسلمين، حسبما أشارت "فورن بوليسي".
ورغم أن هؤلاء الناخبين غير محتمل أن ينتقلوا إلى ترامب، إلا أن الخطر الذي يواجهه بايدن هو أنهم قد لا يصوتون عمومًا، حسبما رأت مجلة "فورين بوليسي".