الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لمواجهة الصين.. الفلبين تخطط لدخول "نادي الغواصات الهجومية"

  • مشاركة :
post-title
غواصة هجومية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

وسط تصاعد التوترات بين بكين ومانيلا بالآونة الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، تبحث الفلبين عن سيادتها تزامنًا مع نمو القوة العسكرية الصينية في المنطقة، إذ تخطط لشراء أول غواصة هجومية، لكن بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كان شراء غواصة أمرًا منطقيًا، في ظل وجود أسلحة أكثر فعالية من حيث التكلفة لمواجهة الصين، أو ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل.

السيادة الإقليمية

تحدث جريج بولينج، مدير مبادرة الشفافية البحرية في آسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لموقع "بيزنس إنسايدر"، قائلًا إن خطط شراء الغواصات تعود إلى إدارة الرئيس السابق رودريجو دوتيرتي، إذ إن الفلبين تضخ المزيد من الأموال لتحديث قوتها الجوية والبحرية، في إطار خطتها للانتقال من قوة داخلية تركز على مكافحة الإرهاب إلى قوة دفاع خارجية.

كان سبق وأعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن أن بلاده ستشتري غواصة، كجزء من تحديث طويل الأمد للقوات المسلحة الفلبينية، وأضاف متحدث باسم البحرية الفلبينية أن هذا يعكس تحول الفلبين من الدفاع الداخلي إلى الخارجي.

وتابع: "قد لا نكون قوة بحرية كبيرة، لكن سيكون لدينا قوة بحرية ستعتني بحقوقنا الإقليمية وسيادتنا".

وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين في بحر الصين الجنوبي، بسبب العديد من الجزر المتنازع عليها بين البلدين.

شكوك حول قدرة مانيلا

ورغم كونها حليفة للولايات المتحدة، فإن مانيلا على حد تعبير "بيزنس إنسايدر"، لا تستطيع تحمل تكاليف أو تشغيل النماذج التي تعمل بالطاقة النووية التي تبنيها الولايات المتحدة.

وبدورها، أعربت فرنسا وإسبانيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا، التي تبني غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، عن اهتمامها، حسبما ذكرت البحرية الفلبينية.

ومن الصعب نسبيًا اكتشاف الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء قبل أن تطفو على السطح لاستنشاق الهواء النقي، وقد يؤدي عدد صغير منها إلى حرمان الصين من الاستفادة الكاملة ببحر الصين الجنوبي.

وعلى الرغم من هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم، هل البحرية الفلبينية مستعدة لتشغيل الغواصة؟ إذ يتألف أسطولها القتالي في الأغلب من زوارق صواريخ صغيرة وسفن دورية، إضافة إلى فرقاطتين وكورفيت. 

وتمتلك قوى آسيوية أخرى، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا وفيتنام، غواصات، لكن ماليزيا واجهت مشكلات كبرى عندما تلقت غواصات فرنسية الصنع في عام 2009.

وقال جريج بولينج، مدير مبادرة الشفافية البحرية في آسيا، إن الغواصات "قدرة باهظة التكلفة بالنسبة لأي دولة لأنها تشكل نظامًا بيئيًا كاملًا، ويتعين عليك بناء قاعدة للغواصات، كما يتعين عليك أن تمتلك طواقم مدربة".

وبالنسبة للفلبين، فإنها قد لا تمتلك حتى المال اللازم لشراء غواصة تعمل بالديزل، التي قد تُكلف 500 مليون دولار للغواصة الواحدة.

وفي هذا الصدد، قال مارك مانانتان، مدير الأمن السيبراني في مؤسسة باسيفيك فوروم البحثية ومقرها هاواي، إن "العامل الرئيسي هنا هو القدرة المالية للفلبين".

ووفقًا لبعض الأفراد داخل مؤسسة الدفاع والأمن في الفلبين، فإن شراء غواصة من المحتمل أن يلتهم ميزانية الدفاع بالكامل.

هل تُحدث فرقًا؟

ورغبة في مواكبة جيرانها، كما هو الحال مع العديد من الدول، قال بولينج: "ماليزيا وإندونيسيا وفيتنام لديها غواصات، لذا ينبغي لنا أن نمتلك غواصات أيضًا".

ولن يكون لغواصة واحدة أي تأثير يُذكَر على تغيير اختلال التوازن في القوة بين الفلبين والصين، كما لن تكون مفيدة أيضًا في مواجهة نوع من الحرب الهادئة في المنطقة الرمادية التي تخوضها بكين في أماكن مختلفة، مثل مضايقة السفينة الفلبينية التي كانت راسية على الشاطئ في جزيرة توماس شول الثانية، حسبما رأت "بيزنس إنسايدر".

وبدلًا من شراء غواصة ديزل بقيمة 500 مليون دولار، قد يكون الخيار الأفضل هو الحصول على أسلحة رخيصة لكنها قوية مثل الصواريخ والطائرات بدون طيار والزوارق الصاروخية الصغيرة، وبالفعل تسلمت الفلبين أخيرًا صواريخ "براهموس" المضادة للسفن المصنوعة في الهند، التي يبلغ مداها نحو 180 ميلًا.

وقال بولينج: "لا أعتقد أنك ستجد أي محلل بحري فلبيني مستعد للترويج لغواصة.. إنهم يريدون صواريخ براهموس أو زوارق صواريخ سريعة".

الرد الصيني المتوقع

أما مارك مانانتان، مدير الأمن السيبراني في مؤسسة باسيفيك فوروم، فقال إن "شراء الغواصات من شأنه ألا يخلّف أي أثر رادع على الإطلاق.. إن الصينيين يدركون تقلبات السياسة الداخلية الفلبينية، وخاصة الصراعات الداخلية وديناميكيات البحث عن الربح بين الأحزاب السياسية المتنافسة، لذا فإن بكين تنتظر الوقت المناسب حتى تتولى إدارة جديدة السلطة وتتمكن من إقناعها أو التأثير عليها على الأقل".

وبحسب "بيزنس إنسايدر"، فإن بكين مهتمة أكثر بالتحالفات التي تسعى مانيلا إلى إبرامها، مثل الاتفاق الجديد الذي من شأنه أن يسمح للجيش الياباني باستخدام القواعد الفلبينية.

وفي هذا الصدد، قال بولينج، إن هذه هي المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تتمكن فيها القوات اليابانية من إجراء تدريبات بالذخيرة الحية في دولة آسيوية، مضيفًا "هذا يثير قلق الصين".