الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لمواجهة الفلبين وأمريكا.. مقاربة إندونيسية لجذب الاستثمار الصيني

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني ونظيره الإندونيسي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في أول زيارة خارجية له بعد فوزه في الانتخابات التي انتهت فبراير الماضي، التقى الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو بالرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الاثنين، في بكين، بحثًا عن تعزيز علاقته مع بكين قبل تنصيبه رسميا في أكتوبر المقبل.

وخلال القمة الثنائية التي جمعت رئيسي البلدين، قال الرئيس الصيني، إن البلدين دخلا مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية، مضيفًا أن "الصين تنظر إلى العلاقات الثنائية من منظور استراتيجي وطويل الأمد"، ومشيرًا إلى أن بكين مستعدة لتعميق التعاون الشامل مع جاكرتا، حسبما نقل التلفزيون المركزي الصيني "سي سي تي في".

وذكرت شبكة "نيكي آسيا" نقلًا عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إدوين أدريان سومانثا، أن "الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو تعزيز العلاقات الثنائية بين إندونيسيا والصين وزيادة التعاون في قطاع الدفاع".

وخلال زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام إلى الصين، يخطط برابوو أيضًا للقاء رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج ووزير الدفاع دونج جون، وفقًا لما ذكرته " سي سي تي في".

اكتساب حليف جديد

وتعد هذه الزيارة نادرة، إذ اعتادت بكين على استقبال الرؤساء الأجانب بعد تنصيبهم. على سبيل المثال، تحدث "شي" عبر الهاتف مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن بعد فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية في مايو 2022، لكنه لم يمدد دعوة لزيارة بكين حتى يناير 2023.

ويعكس الاختلاف في المعاملة إلحاح بكين لكسب ود جاكرتا وسط تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي مع الفلبين. وحرص السفير الصيني لدى إندونيسيا لو كانج بعد الانتخابات، على تهنئة برابوو، وزار مقر إقامته لتقديم التهاني.

ومع تصاعد التوترات بين القوتين العظميين الولايات المتحدة والصين وسعيهما للحصول على مزيد من النفوذ في جنوب شرق آسيا، ناشدت بكين برابوو لإجراء زيارة مبكرة. إذ تأمل بكين أن يحافظ برابوو على سياسة "عدم الانحياز" للرئيس الحالي جوكو "جوكوي" ويدودو دون الانحياز إلى أي قوة كبرى، كما كتبت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

ويأتي لقاء "برابوو" مع "شي" أيضًا قبل القمة الثلاثية الأولى في واشنطن التي سيستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي ستشمل ماركوس ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. وتأمل بكين في التأكيد على تعاونها الودي مع أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

علاقات اقتصادية مهمة

وبالنسبة للعديد من الدول، أصبحت إندونيسيا أكثر أهمية أخيرًا مع تنامي حضورها الدولي، خاصة بعد ترؤسها قمة مجموعة العشرين في عام 2022 ورابطة الآسيان في العام التالي. كما أنها أيضًا أكبر منتج للنيكل في العالم، وهو مادة أساسية للبطاريات المستخدمة في السيارات الكهربائية.

وبالنسبة لإندونيسيا، ظهرت الصين كأكبر شريك تجاري واستثماري لها في السنوات القليلة الماضية، مدعومة بمليارات الدولارات من الاستثمارات في مجموعة واسعة من المشاريع من قطاع معالجة النيكل إلى سكة حديدية عالية السرعة تربط بين جاكرتا وباندونج.

وخلال حملات الانتخابات، قدم برابوو نفسه كخليفة للرئيس الحالي الشعبي ويدودو، الذي عزّز العلاقات مع بكين خاصة للبحث عن مكاسب اقتصادية مع أجندته البنية التحتية واستثمار الصين لنقل العاصمة من جاكرتا إلى نوسانتارا، وهي مدينة جديدة يتم بناؤها على جزيرة بورنيو.

يرون المحللون اختيار برابوو لبكين كأول زيارة خارجية له كرئيس منتخب كمقاربة مستمرة لإندونيسيا لجذب الاستثمار الصيني.