الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مواجهة الصين.. عنوان رئيسى للقمة الأمريكية اليابانية الفلبينية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء سابق لرئيس الوزراء الياباني كيشيدا بالبيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يستضيف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ورئيس الفلبين، فرديناند ماركوس، بالبيت الأبيض، بعد غدٍ الخميس، في قمة ثلاثية تستهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية في مواجهة الصين.

وهذه أول قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة والحليفتين الآسيويتين، وتأتي في إطار استراتيجية بايدن لدمج التحالفات الثنائية القائمة في تحالفات أوسع؛ لزيادة نفوذ الولايات المتحدة في آسيا، وتستهدف تعزيز التعاون البحري الثلاثي في بحر الصين الجنوبي لمواجهة بكين.

ونقلت شبكة" سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن جيمس دي جي براون، الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة تيمبل في طوكيو، قبل القمة الثلاثية في البيت الأبيض، إن "التهديد المتصور من الصين هو الذي دفع هؤلاء الثلاثة للتحالف معًا".

وحسب الشبكة، يقول المحللون إن هذا التهديد يتجلى في ثلاث مناطق رئيسية، هي تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وجزر سينكاكو التي تسيطر عليها اليابان في بحر الصين الشرقي.

ويضيف محللون إنه في حالة نشوب صراع، لا يمكن للصين أن تتجاهل المياه التي تقل عن بضع مئات من الكيلومترات، وتفصل بين الفلبين واليابان وتايوان.

وقالت ميكا جيل بيريز، الأستاذ المساعد في جامعة الفلبين ديليمان: "إذا كنت الصين، فلا يمكنك غزو تايوان، دون التعامل مع الفلبين أولًا، أو التعامل مع القواعد اليابانية أيضًا".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان إن القادة "سيناقشون التعاون الثلاثي لتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والتكنولوجيات الناشئة، وتعزيز سلاسل إمدادات الطاقة النظيفة والتعاون المناخي، وتعزيز السلام والأمن في المحيط الهادي وفي جميع أنحاء العالم".

وأضافت أن الزعماء الثلاثة "سيؤكدون مجددًا أيضًا التحالفات القوية بين الولايات المتحدة والفلبين والولايات المتحدة واليابان".

وأوضحت جان بيير أن بايدن سيعقد اجتماعًا فرديًا مع الرئيس ماركوس لمناقشة العلاقات الثنائية، والتأكيد على التحالف الصارم بين الولايات المتحدة والفلبين، وتجديد التزام الولايات المتحدة بدعم القانون الدولي، وتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادي الحرة والمفتوحة.

وتركز محادثات بايدن مع كيشيدا في جانبها السياسي على تقوية التحالفات الإقليمية، وفي جانبها الاقتصادي على صفقة الاستحواذ لشركة "نيبون ستيل" اليابانية على شركة "يو إس ستيل" لصناعة الصلب الأمريكية بقيمة 15 مليار دولار.

وقد غيرت اليابان من عقيدتها العسكرية بصورة متزايدة في عهد كيشيدا، وتعهدت بمضاعفة الإنفاق الدفاعي إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ مما جعلها أكبر الدول إنفاقًا عسكريًا في العالم، ولديها خطط للحصول على مئات من صواريخ كروز التي يمكنها ضرب أهداف على بُعد ألف كيلو متر، وشراء صواريخ توما هوك الأمريكية، وإنشاء قيادة عمليات مشتركة.

وترى الولايات المتحدة أن اليابان يمكن أن تصبح قاعدة إنتاج محتملة للذخائر، بما في ذلك أنظمة باتريوت "باك 3" المضادة للصواريخ، والتي يمكن إعادة تصديرها إلى أوكرانيا. ويوجد حوالي 54 ألف جندي أمريكي في اليابان تابعين لقيادة المحيطين الهندي والهادي في هاواي.

ومن المتوقع، وفقًا لمسؤولي البيت الأبيض، أن تتناول قمة بايدن - كيشيدا مشاركة اليابان في اتفاقية الدفاع الثلاثية "أكوس" التي أبرمتها الولايات المتحدة مع أستراليا وبريطانيا، لكنّ المسؤولين يشيرون إلى وجود عقبات تتعلق بحاجة اليابان إلى تطوير دفاعات إلكترونية أفضل، وقواعد أكثر صرامة للأمن السيبراني.

وأشار مسؤول بالإدارة إلى أن واشنطن وطوكيو تسعيان إلى عقد صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والطيران، وهو ما سيسهم في خلق المزيد من الوظائف الأمريكية.

ويعقد بايدن، صباح الخميس، اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس الفلبيني قبل أن ينضم إليهما رئيس الوزراء الياباني كيشيدا. وتزدحم أجندة لقاء القمة الثلاثية بمجموعة من القضايا على خلفية التوترات في بحر الصين الجنوبي، حيث تقوم الصين بعمليات توغل متكررة بشكل متزايد في المياه التي تطالب بها الفلبين.

وتحاول واشنطن تهدئة مخاوف الفلبين التي ترتبط مع الولايات المتحدة بمعاهدة الدفاع المشترك الموقعة عام 1951.

وقال الرئيس الفلبيني إن الهدف من الاجتماع مع بايدن وكيشيدا "هو مواصلة خطة تعزيز التعاون بين الدول الثلاث الولايات المتحدة واليابان والفلبين". حيث تريد مانيلا تنفيذ خطط طموحة للقيام بدوريات بحرية مشتركة بين الدول الثلاث، لكن البيت الأبيض رفض تأكيد هذه الخطط التي قد تؤدي إلى رد فعل قوي من بكين.

وقد عززت كل من واشنطن وطوكيو تعاونهما الأمني والبحري مع مانيلا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، وسلمت اليابان العام الماضي إلى الفلبين مجموعة من الرادارات الجوية، ويتفاوض البلدان حاليًا على اتفاقية وصول متبادلة تسهل على القوات اليابانية القيام بعمليات تدريبية متبادلة.

ويسعى الرئيس الفلبيني إلى مناقشة ملفات أخرى بجانب الملفات الدفاعية، منها التعاون الاقتصادي ومشاريع للبنية التحتية، وفي مجال الطاقة.

وتسعى إدارة بايدن إلى تعزيز هذا التعاون الثلاثي، حيث تنظر إلى كل من الفلبين واليابان بوصفهما من الدول الأكثر موثوقية للولايات المتحدة في غرب المحيط الهادي، إضافة إلى أستراليا. وتشترك هذه الدول في مخاوفها بشأن النفوذ البحري المتنامي للصين، ومبدأ "منطقة المحيط الهادي الهندي الحرة والمفتوحة".

وقال كيرت كامبل، مسؤول ملف الصين والمحيطين الهندي والهادي في مجلس الأمن القومي للصحفيين، إن الرئيس بايدن يريد أن تخرج القمة بخطط لتطوير القيادة العسكرية الأمريكية في اليابان؛ لجعلها أكثر قدرة على التعامل مع الهجمات الإرهابية، وتعزيز التعاون بين الجانبين الأمريكي والياباني لمواجهة الأزمات، إضافة إلى الاتفاق على خطط تسمح بإنتاج ثلاثي مشترك للمعدات العسكرية والدفاعية.

وشدد على أن هذه القمة التي تعد الأولى من نوعها ستمهد الطريق لتعميق التعاون الثلاثي في الأشهر والسنوات المقبلة.