في التقرير السنوي للسياسة الخارجية اليابانية، الذي كشفت عن تفاصيله وسائل الإعلام اليابانية، يبدو أن طوكيو مستمرة في اتخاذ موقفها الصارم تجاه الصين، مع التركيز أكثر على تعزيز العلاقات الثلاثية مع الولايات المتحدة والفلبين في محاولة لاحتواء بكين.
وذكرت شبكة "جلوبال تايمز" الصينية، أن المحللين الصينيين حذروا من أن التعاون بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين قد يصبح روتينًا ثابتًا في المستقبل مع النية الحقيقية لليابان لتوسيع جيشها وتحقيق تعديل دستوري.
وحثوا اليابان، التي كانت مستفيدة كبيرة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ السلمية والمزدهرة لعقود، على عدم الانخراط في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتقسيم المنطقة وتسليحها، لأن ذلك سيضر بلا شك بالمصالح العامة لليابان.
وجاءت تصريحاتهم بعد أن كشفت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، نقلًا عن مسودة تقرير السياسة الخارجية السنوي لطوكيو، أن اليابان ستؤكد أهمية تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة والفلبين لمواجهة أفعال الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال الكتاب الأزرق الدبلوماسي لعام 2024، إن "الصين واصلت وكثّفت محاولاتها لتغيير الوضع الراهن من جانب واحد بالقوة" و"الأنشطة العسكرية" في المياه المحيطة باليابان، بما في ذلك بحري الصين الجنوبي والشرقي.
وقد وضِعت هذه الخطوات من قِبل الصين اليابان في "أشد وأعقد" بيئة أمنية ويجب معالجتها من خلال التعاون مع الدول ذات التفكير المماثل، ليس فقط حليفها الأمني الوثيق الولايات المتحدة، لكن أيضًا الفلبين وأستراليا وكوريا الجنوبية، وفقًا للمسودة التي حصلت عليها "كيودو".
وفي السنوات الأخيرة، مع تصاعد التوترات بين الصين واليابان، قامت طوكيو بترقية تموضعها لبكين في الخطط الدبلوماسية، وكذلك في وثائق السياسة الدفاعية. في العام الماضي، حددت اليابان الصين كـ"أكبر تحد استراتيجي".
وهذا العام، تستمر في اتخاذ موقف صارم نسبيًا ونبرة صقورية تجاه الصين على حد تعبير "جلوبال تايمز". وهو أمر غير مواتٍ للاستقرار العام أو التطور الصحي للعلاقات الثنائية، وسيعيق التعاون الاقتصادي والتجاري والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
كما قال دا تشيجانج، مدير معهد دراسات شمال شرق آسيا في أكاديمية علوم الاجتماع في مقاطعة هيلونججيانج، في السنوات الأخيرة، إن اليابان كانت تدفع بنشاط لتعديلات دستورية، حيث قامت القوى اليمينية في اليابان بإنشاء مبررات باستمرار، مثل المبالغة في التهديدات الخارجية وغرس فكرة في الجمهور بأن "اليابان يجب أن تصبح دولة عادية" مع قدرات دفاعية لحماية نفسها.
وانتقد لي هايدونج، أستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، اليابان لعدم استقلالها في قراراتها الاستراتيجية وكونها مُسيْطَر عليها من قِبل الولايات المتحدة من حيث الأمن.
وفيما يتعلق بالتعاون الثلاثي، عملت الولايات المتحدة واليابان والفلبين على تعزيز تعاونهم الأمني في السنوات الأخيرة، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بالرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور في 11 أبريل في واشنطن، وهي أول قمة ثلاثية على الإطلاق بين البلدين. وذكرت وكالة "كيودو" أنه من المتوقع أن يتفقوا على تعاون أعمق.
وفيما يتصل بمسألة تايوان، تحاول الولايات المتحدة تصعيد التوترات من أجل التعجيل بتشكيل نسخة من حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا، حيث تلعب اليابان والفلبين دورًا رئيسيًا في التلاعب بالولايات المتحدة. وحذّر "لي" من أن هذا التنسيق الثلاثي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في منطقة غرب المحيط الهادئ بشكل كبير.