تشتعل التوترات في بحر الصين الجنوبي بين الصين من ناحية والفلبين بمساعدة أمريكا من ناحية أخرى منذ العام الماضي. وعلى وقع التوترات المتصاعدة تخطط أمريكا لتزويد الفلبين بنظام صاروخي جديد لردع التهديدات الصينية في المنطقة. ومن جانبها، صعّدت بكين في تصريحاتها متهمة واشنطن بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
التهديد بـصواريخ Typhon
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عزم وزارة الدفاع "البنتاجون" إرسال نظام صواريخ Typhon إلى الفلبين على خلفية التوترات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي بين بكين ومانيلا.
وتقول "سي إن إن"، إنه أول نشر على الإطلاق لنظام صواريخ MRC، المعروف أيضًا باسم نظام Typhon، في مسرح المحيطين الهندي والهادئ.
ويأتي ذلك وسط سلسلة من التدريبات العسكرية الأمريكية الفلبينية، بما في ذلك أكبر نسخة على الإطلاق من مناورات باليكاتان الثنائية السنوية، التي بدأت اليوم الإثنين.
ولم يذكر الجيش الأمريكي المدة التي سيبقى فيها نظام الصواريخ في الفلبين، لكن مشاركته في سلسلة التدريبات المشتركة بين مانيلا وواشنطن، ترسل إشارة إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تضع أسلحة هجومية في الفلبين.
ويقول محللون إن هذه الصواريخ تقع على مسافة قريبة من المنشآت الصينية في بحر الصين الجنوبي وعلى طول مضيق تايوان، حسبما ذكرت "سي إن إن".
ويقول الجيش الأمريكي، إن نظام Typhon قادر على إطلاق الصاروخ القياسي (SM-6)، وهو ذخيرة دفاع صاروخية باليستية يمكنها أيضًا استهداف السفن في البحر على مسافة 370 كيلومترًا. ويمكنها أيضًا إطلاق صاروخ "توماهوك" للهجوم الأرضي، وهو صاروخ كروز قادر على المناورة يصل مداه إلى 1600 كيلومتر.
غضب صيني
وبدورها، اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ"إذكاء المواجهة العسكرية" بنشرها أخيرًا قاذفة صواريخ قوية قادرة على إطلاق أسلحة يصل مداها إلى 1600 كيلومتر خلال تدريبات في الفلبين، حسبما ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" نقلًا عن وزارة الخارجية قولها: "وجودها في المنطقة يزيد من مخاطر سوء التقدير".
فيما اتهم لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بالسعي للحصول على "ميزة عسكرية أحادية"، وأكد معارضة بكين القوية لنشر هذه الأسلحة.
وخلال مؤتمر صحفي، قال لين: "إننا نحث الولايات المتحدة على الاحترام الجاد للمخاوف الأمنية للدول الأخرى، والتوقف عن تأجيج المواجهة العسكرية، والتوقف عن تقويض السلام والاستقرار في المنطقة، واتخاذ إجراءات ملموسة للحد من المخاطر الاستراتيجية".
مناورات مضادة
وبحسب شبكة "جلوبال تايمز" الصينية، قال الجيش الصيني، اليوم، إن قيادة المسرح الجنوبي نظمت تدريبات خاصة به في بحر الصين الجنوبي، وأجرت "دورية قتالية بحرية وجوية مشتركة" في منطقة غير محددة من الممر المائي.
وجاء في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الصيني: "جميع الأنشطة العسكرية التي تزعزع استقرار بحر الصين الجنوبي تحت السيطرة".
وأجرت الصين مشروعًا ضخمًا لاستصلاح الأراضي لبناء عدد من الجزر في المياه، على الرغم من احتجاجات المطالبين الآخرين، وكذلك الولايات المتحدة واليابان. وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من إمكانية استخدام المواقع التي تسيطر عليها الصين، التي يتميز بعضها بمطارات عسكرية وأسلحة متقدمة، لتقييد حرية الحركة في المنطقة.
وشددت القوة الآسيوية موقفها بشأن الممر المائي في السنوات التي أعقبت الحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في يوليو 2016، الذي أبطل معظم مطالباتها هناك.