رغم الدعم الأمريكي المستمر لجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، فإن صحيفة "ذا هيل" الأمريكية كشفت عن استقالة مفاجئة لأول مسلمة أمريكية في إدارة الرئيس جو بايدن، وهي مريم حسنين، والتي اعتبرت أن ما يحدث في فلسطين "إبادة جماعية" ضد أولئك الذين يعيشون هناك.
وأرجعت "مريم"، التي كانت مساعدة خاصة في وزارة الداخلية الأمريكية، الفضل في تعزيز قرارها بالاستقالة، إلى الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات دعمًا للفلسطينيين في غزة، وخاصة في جامعة جورج واشنطن، والتي دفعتها إلى انتقاد الإدارة الأمريكية بسبب "إهانة" المسلمين والعرب، حسب ما جاء في بيان الاستقالة.
وكتبت في البيان، الذي نشرته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "لقد أصبح من الواضح لي أنني لا أملك مكانًا في هذه الإدارة".
وأضافت عبر صفحتها الرسمية: "عندما ذهبت أنا وعائلتي، إلى جانب مسلمين وعرب أمريكيين آخرين، للتصويت للرئيس بايدن في عام 2020، كان ذلك لأن حملة بايدن وعدت بالعدالة، إلا أن هذا الوعد قد تحطم على يد إدارته".
وتقول "مريم" في رسالة استقالة مفتوحة: "لا أستطيع الاستمرار في العمل مع إدارة تتجاهل أصوات موظفيها المتنوعين من خلال الاستمرار في تمويل وتمكين الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين".
كما كتبت حسنين في رسالة استقالتها: "ومع ذلك، على مدى الأشهر التسعة الماضية من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، اختارت هذه الإدارة الحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من الاستماع إلى الأصوات المتنوعة للموظفين الذين يطالبون بإلحاح بالحرية والعدالة للفلسطينيين".
وتشمل الاستقالات العامة الأخرى استقالة جوش بول، ضابط الخدمة الخارجية المتخصص في الإشراف على تسليم الأسلحة الأمريكية لإسرائيل، والذي انتقد وتيرة ونقص الرقابة على عمليات التسليم التي تم تكثيفها في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
واستقالت ليلى جرينبيرج كول، وهي سياسية أخرى في وزارة الداخلية، في مايو الماضي، كما استقال طارق حبش، وهو فلسطيني أمريكي، من منصبه في وزارة التعليم يناير الماضي.
ودافع الرئيس بايدن عن دعمه لإسرائيل باعتباره يقف إلى جانب حليف ديمقراطي في مواجهة الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي، لكنه انتقد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب تنفيذها حملة عقابية في غزة لسحق حماس.
ودعا منتقدو سياسة بايدن تجاه إسرائيل، إلى وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية كوسيلة ضغط لوقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
ودعا بايدن إلى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع بين إسرائيل وحماس، بشرط أن تطلق حماس سراح ما يقدر بنحو 120 رهينة اختطفتهم من إسرائيل في أعقاب عملية "طوفان الأقصى".
وتريد الإدارة استخدام فترة وقف القتال؛ لتوسيع نطاق توصيل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة والعمل على التفاوض لإنهاء الحرب بشكل كامل.