الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جزر مُسيّجة وفقاعات".. خطط إسرائيلية للسيطرة على غزة بعد الحرب

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما تسعى دول الوساطة إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل المحتجزين بالأسرى، تمهيدًا لإنهاء الحرب على القطاع، وتولي السلطة الفلسطينية إدارته، يخطط الاحتلال للبقاء في غزة وفرض السيطرة الأمنية عليها.

وتتداول مجموعات غير رسمية تضم ضباطًا متقاعدين من جيش الاحتلال والاستخبارات، ومراكز أبحاث وأكاديميين وسياسيين، مناقشات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خططًا تتعلق بمستقبل غزة بعد انتهاء الحرب.

خطة الجزر والفقاعات

ومن أبرز هذه الخطط إنشاء "جزر" أو "فقاعات" جغرافية يمكن للفلسطينيين غير المرتبطين بحماس أن يعيشوا فيها ضمن مأوى مؤقت، بينما يقوم جيش الاحتلال بالقضاء على عناصر الحركة الفلسطينية، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

ويدعم أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، خطة أخرى تركز على الأمن، وتسعى إلى تقسيم غزة بممرين يمتدان بعرضها ومحيط محصن من شأنه أن يسمح لجيش الاحتلال بشن غارات عندما يرى ذلك ضروريًا.

وتأتي الأفكار من مجموعات غير رسمية من ضباط الجيش والمخابرات المتقاعدين، ومراكز الأبحاث والأكاديميين والسياسيين، بالإضافة إلى المناقشات الداخلية داخل جيش الاحتلال.

وقالت الصحيفة إنه "بالرغم من أن القيادة السياسية في إسرائيل لم تذكر شيئًا تقريبًا عن الشكل الذي سيبدو عليه قطاع غزة ومَن يحكم بعد انتهاء القتال، فإن هذه المجموعات كانت تعمل على خطط مفصلة تقدم لمحة عن الكيفية التي تفكر بها إسرائيل فيما تسميه اليوم التالي".

وتكشف الخطط، سواء تم اعتمادها بالكامل أم لا، عن حقائق قاسية حول العواقب التي نادرًا ما يتم التعبير عنها، ومن بينها أن المدنيين الفلسطينيين يمكن أن يظلوا محصورين إلى أجل غير مسمى في مناطق أصغر في قطاع غزة، بينما يستمر القتال في الخارج، وأن جيش الاحتلال قد يضطر إلى البقاء منخرطًا بعمق في القطاع لسنوات حتى يتم "تهميش حماس".

وقال الجنرال الإسرائيلي السابق، إسرائيل زيف، الذي أسهم في تقديم أفكار لخطة تستهدف تحرير فقاعات إنسانية خالية من حماس في غزة: "يجب اتخاذ القرارات اليوم".

ووفقًا لأشخاص مطلعين على هذه الجهود، فإنها تهدف إلى العمل مع الفلسطينيين المحليين الذين لا ينتمون إلى حماس لإقامة مناطق معزولة في شمال غزة، وسيقوم الفلسطينيون في المناطق التي تعتقد "إسرائيل" أن حماس لم تعد تسيطر عليها، بتوزيع المساعدات والقيام بواجبات مدنية.

وقال هؤلاء الأشخاص إنه في نهاية المطاف، سيتولى تحالف من الولايات المتحدة والدول العربية إدارة العملية.

وذكرت "وول ستريت" أن "جيش الاحتلال سيستمر في محاربة حماس خارج الفقاعات، وسينشئ المزيد بمرور الوقت مع تطهير مناطق غزة".

ويقترح "زيف" الذي أشرف على خروج "إسرائيل" من غزة عام 2005، أن "يتمكن الفلسطينيون المستعدون للتنديد بحماس من التسجيل للعيش في جزر جغرافية مُسيّجة تقع بجوار أحيائهم ويحرسها جيش الاحتلال، وهذا من شأنه أن يمنحهم الحق في إعادة بناء منازلهم".

وقال نتنياهو في تصريحات مؤخرًا، إن "الحكومة ستبدأ في خطة مرحلية لإنشاء إدارة مدنية يديرها فلسطينيون محليون في شمال غزة، في نهاية الأمر"، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "نتنياهو كان يشير على الأرجح إلى خطة الفقاعات التي نوقشت بين صناع القرار في الحكومة".

خطة جالانت

ويتزامن الكشف عن خطة الاحتلال لإقامة "الجزر المُسيّجة وفقاعات" في غزة، مع عرض يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي، على كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، خطة لـ"اليوم التالي" في غزة بعد الحرب، وفق ما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن جالانت اقترح أن تخضع غزة لإدارة مؤقتة تشرف عليها قوة مشتركة من الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وتتولى قوة فلسطينية محلية الحكم المدني.

وبحسب التقرير، سيتم تدريب القوة الفلسطينية على يد أمريكيين يتمركزون حاليًا في القدس المحتلة، ويعتقد الأمريكيون أن الدول العربية لن توافق على المشاركة إلا إذا وافقت إسرائيل على مشاركة السلطة الفلسطينية في غزة.

وبموجب الخطة الإسرائيلية، التي ستنفذ تدريجيًا من شمال القطاع إلى جنوبه، سيتم تقسيم غزة إلى 24 منطقة، وستوفر القوات الأمريكية القيادة والسيطرة إلى جانب الخدمات اللوجستية من خارج غزة، وتدريجيًا ستتولى قوة فلسطينية مسؤولية الأمن المحلي.

رؤية نتنياهو

ولطالما ردد نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على غزة، إذا حققت هدفها العسكري المزعوم المتمثل في تفكيك حكومة حماس وجناحها العسكري في غزة.

ويرفض رئيس حكومة الاحتلال أيضًا مقترحات تدعو إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الحرب، وهو ما يتعارض مع الرؤية الأمريكية.

ويضم الائتلاف الإسرائيلي الحاكم أيضًا قوميين متشددين يسعون إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.

وكان جالانت قدم خطة "اليوم التالي" لحرب غزة لمجلس حرب الاحتلال، يناير الماضي، وشملت الخطة تشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، وتضم "دولًا أوروبية وعربية"، بهدف تولي إعادة إعمار قطاع غزة وتأهيله اقتصاديًا.

ووفق المقترح الإسرائيلي الذي طرحه جالانت، يناير الماضي، فإن حركة حماس لن تسيطر على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وستحتفظ إسرائيل بالحرية في العمليات العسكرية داخل القطاع، إلا أنه لن يكون هناك أي وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة، وستكون الهيئات الفلسطينية هي المسؤولة "طالما لم تكن هناك أي أعمال عدائية ضد إسرائيل".

وأشار جالانت إلى أن "هناك إمكانية لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، لكن بعد مرورها بعملية إصلاح جذرية وجوهرية"، مضيفًا: "إلى حينها لن يُسمح لها بالعمل داخل القطاع".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن مصدر عسكري، لم تسمه، إن جيش الاحتلال سيبقى في غزة طالما لم يتم إيجاد كيان دولي لإدارة القطاع، مشيرًا إلى أن ذلك قد يستمر لشهور طويلة.