بعد أقل من أربعة أشهر منذ الإعلان عن إنشائه، ربما يواجه الرصيف المؤقت الذي بنته الولايات المتحدة في غزة -لجلب المساعدات الإنسانية إلى المنطقة- نهايته المحتومة، بحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.
وترى الصحيفة أن فشل هذا المشروع لا يؤدي فقط إلى تقويض سمعة واشنطن وصدقها فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية في غزة، بل يلقي بظلال من الشك على قدراتها أيضًا. بل وأكدت أن الحل الوحيد لتخفيف المعاناة الإنسانية، يكمن في حث طرفي الحرب على وقف إطلاق النار على الفور.
ووصفت الصحيفة الصينية المشروع، الذي كلف 230 مليون دولار، بأنه محاولة فاشلة من جانب الولايات المتحدة لإظهار اهتمامها بالكوارث الإنسانية في غزة.
ومع توقف جماعات المساعدات الإنسانية عن توزيع الإمدادات؛ بسبب المخاوف الأمنية في وقت سابق من هذا الشهر، أكد المسؤولون الأمريكيون أن الرصيف قد لا تتم إعادة تثبيته ما لم تتوصل وكالات الإغاثة إلى اتفاق لبدء توزيع المساعدات مرة أخرى. وبعبارة أخرى، كما قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن الرصيف "قد لا يعود أبدًا".
وتحدثت "جلوبال تايمز"، أنه منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كان تخفيف الأزمات الإنسانية في غزة يُشكل تحديًا للمجتمع الدولي. وفي الوقت نفسه، ليس من الصعب أن نرى مدى رغبة واشنطن في القيام ببعض "الأعمال الصالحة"؛ لإثبات أنها لا تزال تهتم بالشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، قال نيو شين تشون، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث الصين العربية بجامعة نينجشيا، إن المشروع تم إطلاقه على عجل، في ذلك الوقت، كانت غزة تواجه أزمات إنسانية خطيرة بينما كانت الولايات المتحدة تحت ضغط شديد بشأن هذه المسألة.
ونتيجة لذلك، أصدرت إدارة بايدن تعليمات للجيش الأمريكي ببناء الرصيف في "مهمة طارئة". ويرى "تشون" أنه تم بناء الرصيف دون مراعاة عوامل مثل الطقس والوضع في قطاع غزة أو العمل على جدوى هذا المشروع.
ومنذ تشغيله رسميًا في مايو الماضي، تمزق الرصيف، بسبب الرياح والأمواج بعد أكثر من أسبوع بقليل. وكما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لم يكمل المشروع بالكامل سوى عشرة أيام كاملة من العمليات بحلول منتصف يونيو، ناهيك عن كمية المساعدات الضئيلة التي قدمتها الولايات المتحدة لغزة عبر طريق البحر.
وقال الخبراء إنه لا ينبغي أن تكون هناك صعوبات فنية في بناء رصيف متين نسبيًا في شرق البحر الأبيض المتوسط. ومع ذلك، فمن السخف أن تتمكن الولايات المتحدة مع ذلك من بناء مشروع بشكل عشوائي وعديم الفائدة بتكلفة 230 مليون دولار، بحسب "جلوبال تايمز".
وقال أحد الباحثين لصحيفة "جلوبال تايمز" إنه لا يمكن استبعاد احتمال أن يكون هذا مرتبطًا بالفساد في الجيش الأمريكي.