أشار تقرير لشبكة CNN الأمريكية إلى أن المساعدات الإنسانية التي جهزتها الولايات المتحدة للفلسطينيين في قطاع غزة، ستظل -على الأقل خلال الأيام القليلة المقبلة- قابعة قبالة سواحل القطاع على متن سفينة شحن تابعة للبحرية الأمريكية، حيث لا تزال الولايات المتحدة تواجه عقبات تحول دون إنشاء وتشغيل الرصيف العائم الذي قررت تجهيزه من أجل المساعدات.
ومن المفترض أن يتم استخدام الرصيف العائم والجسر الملحق به، المعروفين باسم "الخدمات اللوجستية المشتركة على الشاطئ (JLOTS)"، في نهاية المطاف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ومنظمات الإغاثة لتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر.
وبينما، عرضوا في وقت سابق، المشاركة في تجهيز الرصيف اللوجستي العائم وتشغيله، سحب البريطانيون هذا العرض مؤخرًا، وسط مخاوف أمنية.
تراجع بريطاني
حتى الآن، لا تزال الولايات المتحدة تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على الخطط حول من سينقل المساعدات الإنسانية فعليًا من الرصيف إلى الشاطئ في غزة، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الأمر.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المملكة المتحدة عرضت في البداية توفير أفراد للمساعدة في نقل شاحنات المساعدات من الجسر الذي أقامه الجيش الأمريكي قبالة ساحل غزة إلى الشاطئ، حيث سيتم نقلها من قبل موظفي الأمم المتحدة تحت إشراف برنامج الغذاء العالمي.
لكن وفق مصادر CNN،قالت إن البريطانيين سحبوا هذا العرض مؤخرًا وسط مخاوف أمنية.
وفي الوقت نفسه، استبعدت الولايات المتحدة استخدام قواتها لنقل المساعدات إلى الشاطئ، لأن إدارة بايدن لا تريد أن يقترب الأمريكيون من غزة، كما قال المسؤولون.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن المملكة المتحدة "ليس لديها حاليًا خطط لنشر أفراد من القوات المسلحة على أراضي غزة كجزء من هذه المبادرة، ولكننا نعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، وقبرص وحلفاء آخرين، لضمان إمكانية تسليم المساعدات بسرعة خلال هذه الفترة".
وأكد مصدر دبلوماسي آخر مطلع على المناقشات للشبكة الأمريكية أنه كانت هناك محادثات عرضت فيها المملكة المتحدة دفع المساعدات عبر الجسر المؤدي إلى الرصيف، كجزء من "مجموعة من خطط الطوارئ" التي تم تطويرها.
وأضاف المصدر: "لكن في الوقت الحالي لا توجد خطط لمشاركة المملكة المتحدة بهذه الطريقة"، مضيفًا أن "السيناريو الأكثر ترجيحًا هو وجود طرف ثالث لم يقرر بعد".
بينما قال السكرتير الصحفي للبنتاجون، الميجور جنرال بات رايدر، للصحفيين أمس الخميس، إن "مقاولين مدنيين غير أمريكيين سيقودون تلك المركبات على الجسر المؤدي إلى الشاطئ".
عوائق جوية
حسب التقارير وبعد نقل الرصيف العائم إلى ميناء أشدود الأسبوع الماضي بسبب الأمواج العاتية -ولم يغادر بعد- فإن الظروف الجوية والبحرية قد تحد بشدة من القدرة على استخدام الرصيف العائم.
ولا يمكن تشغيل الرصيف اللوجستي بأمان إلا في ظروف يبلغ ارتفاع الأمواج فيها 3 أقدام كحد أقصى والرياح أقل من حوالي 15 ميلاً في الساعة، وفقًا لورقة بحثية صادرة عن كلية الحرب البحرية عام 2006.
ويزعم مركز البيانات البحرية الإسرائيلي أن الأمواج، غالبًا ما تكون عند، أو بالقرب من، حد 3 أقدام في المنطقة.
وبينما يجب أن تأخذ عمليات الرصيف اللوجستي العائم في الاعتبار متطلبات السلامة، يجب أن تنتظر في كثير من الأحيان الظروف المناخية وحالة البحر المواتية، حيث إن "القيود المفروضة على نظام الرصيف دقيقة"، وفق مسؤول دفاعي أمريكي تحدث للشبكة الإخبارية.
وقال المسؤول: "خلاصة القول، إن الأمواج العاتية لها تأثير على القدرة على تنفيذ المهمة. إذا كانت الرياح أو الأمواج أقوى، يصبح التحميل والتفريغ باستخدام رصيف JLOTS خطيرًا".
وقال مسؤولون أمريكيون إن هناك عاملاً آخر قد يزيد من تعقيد الأمر، وهو الطريقة التي ستقرر بها إسرائيل المضي قدمًا في عمليتها في رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وذكرت CNN في وقت سابق أن منطقة الانطلاق المقررة للمساعدات قد تعرضت لقصف بقذائف الهاون والصواريخ، مرتين على الأقل، في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال متحدث باسم البنتاجون لشبكة CNN الخميس، إن الولايات المتحدة لا تزال تهدف إلى نقل النظام البحري إلى مكانه، وبدء العملية في الأيام المقبلة.