يقف أهالي غزة مكتوفي اليدين أمام نقص الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية، بعد إعلان إيقاف إيصال المساعدات الأمريكية عبر الرصيف العائم، إلى جانب تعمد جيش الاحتلال عرقلة وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية إلى أهالي القطاع الفارين من العدوان الوحشي على غزة الممتدة منذ 248 يومًا.
معاناة شديدة يعيشها سكان غزة، تخطت حدود المأساة، وسط حصار المساعدات المفروض على الأهالي الناجين من الموت، وطلقات جيش الاحتلال، وتحذيرات من مجاعة يتعرض لها السكان في القطاع، وما زاد الأمر صعوبة هو تعليق المساعدات عبر الرصيف العائم، الذي شيده الجيش الأمريكي قبل أن تدمره الرياح العاتية والأمواج العاتية، 25 مايو، وأعيد ربط الجزء المتضرر بالشاطئ في غزة بعد إصلاحه في ميناء إسرائيلي.
ضعوط لفتح الطرق
أدت القيود المفروضة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على المعابر البرية واستمرار الحرب على القطاع إلى نقص المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الحيوية التي يحتاجها، وتضغط وكالات الإغاثة على إسرائيل لإعادة فتح الطرق البرية التي يمكن أن تنقل كل المساعدات المطلوبة، في الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل إنها سمحت لمئات الشاحنات بالدخول عبر نقطة تفتيش جنوبية ووجهت أصابع الاتهام إلى الأمم المتحدة لعدم توزيع المساعدات.
قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر الرصيف العائم الأمريكي قبالة الساحل، وبررت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، هذه الخطوة بمخاوف أمنية، بسبب القلق على سلامة موظفيه، بعد إصابة موظف ببرنامج الأغذية العالمي.
تعليق المساعدات البحرية
وكلف بناء الرصيف العائم مبلغ قدره 320 مليون دولار، وجنحت أربع سفن هناك وسط أمواج شديدة، وفي الأسبوع الماضي، تم تعليق تسليم المساعدات للفلسطينيين المحتاجين بعد اقتحام شاحنات تحمل إمدادات قادمة من الرصيف وإصابة رجل بالرصاص.
ووفقًا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهي شريك لبرنامج الأغذية العالمي، فإن تعليق المساعدات البحرية يهدف إلى السماح بإعادة تقييم الوضع الأمني، مؤكدة في بيان لها أن عمال الإغاثة الإنسانية في غزة يعملون في ظروف صعبة للغاية وغير آمنة ويجب حمايتهم، في الوقت الذي يلتزمون فيه الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلال.
واشنطن تبرئ نفسها
ومن جانبها؛ قالت القيادة المركزية الأمريكية، إنه لم يتم استخدام الرصيف ولا أي من معداته أو أفراده أو أصول أخرى في العملية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن إسرائيل استخدمت منطقة جنوب الرصيف لإعادة المحتجزين.
وتعرض مستودعان تابعان لمنظمة الأمم المتحدة لهجوم بصواريخ جيش الاحتلال، أثناء تحرير المحتجزين من عنف في منطقة مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، ورفضت القيادة المركزية الأمريكية المزاعم القائلة بأن الرصيف البحري على ساحل غزة تم استخدامه لتحرير المحتجزين من الجيش الإسرائيلي، مؤكدًا في بيان أنه تم بناؤه لغرض واحد فقط وهو تقديم مساعدات إضافية مطلوبة بشكل عاجل لإنقاذ الحياة في غزة.
ماذا قدم الرصيف العائم؟
وقبل الأضرار الناجمة عن الطقس التي لحقت بالرصيف المؤقت ووقف العمليات، تم تسليم أكثر من 820 طنًا من الأغذية إلى غزة عبر الرصيف، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الرصيف لا يمكنه التعامل مع الكمية الضرورية من الإمدادات لسكان قطاع غزة الذين يعانون الجوع، بل من الضروري فتح المزيد من نقاط التفتيش أمام الشاحنات التي تحمل مواد الإغاثة.
في نهاية مايو الماضي علقت الولايات المتحدة الأمريكية، مساعداتها لغزة عبر البحر الأبيض المتوسط، بحجة حاجة الرصيف للإصلاح، ما أثر على العديد من سفن الإنزال الأمريكية.
مخاطر المجاعة في غزة
ويعاني سكان غزة نقصًا حادًا في الغذاء، وسط تحذيرات من انعدام الأمن الغذائي، في ظل استمرار الحرب التي قد تفاقم مستويات الجوع، وخطر حدوث مجاعة وموت، إلى جانب عدد غير مسبوق من الشهداء والدمار والتهجير على نطاق واسع لمجموع سكان القطاع.
وتوقع برنامج الأغذية العالمي حدوث مجاعة في قطاع غزة ما لم تتوقف الأعمال العدائية، ومن المتوقع أن يواجه أكثر من مليون شخص - نصف سكان غزة - مخاطر المجاعة.
خطة لوقف إطلاق النار
وتأتي أزمة نقص المساعدات الغذائية في قطاع غزة المكلوم، مع طلب الولايات المتحدة التصويت في مجلس الأمن الدولي على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وإطلاق سراح المحتجزين.
وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز، إنه يتعين على مجلس الأمن أن يقف وراء الاقتراح المطروح على الطاولة.
في نهاية مايو، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطة من ثلاث خطوات ينبغي أن تؤدي من وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، تتضمن وإطلاق سراح المحتجزين، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتسليم المساعدات الإنسانية.