الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقارب بوتين وكيم.. مصدر قلق للصين وأمريكا تنتظر "الماء العكر"

  • مشاركة :
post-title
فلاديمير بوتين وكيم جونج أون

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أثارت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، وتوقيع معاهدة دفاعية مع الزعيم كيم جونج أون، تساؤلات حول كيفية رؤية الصين للعلاقات بين موسكو وبيونج يانج، التي لطالما اعتُبرت الحليف الحقيقي الوحيد لكوريا الشمالية، وترتبط معها بمعاهدة دفاع مشترك منذ عام 1961.

وتحدثت وسائل إعلام أمريكية، عن إمكانية أن تصب هذه الأزمة في تعزيز الحوار بين بكين وواشنطن لمنع نشوب صراع أوسع نطاقًا في شبه الجزيرة الكورية.

أسوأ كوابيس بكين

يرى بعض المحللين، أن العلاقات الدفاعية المتعمقة بين روسيا وكوريا الشمالية من المرجح أن تكون مصدر قلق في أروقة السلطة الصينية.

وفي هذا الصدد، يقول إدوارد هاول، المحاضر في جامعة أكسفورد وزميل مؤسسة كوريا في تشاتام هاوس: "بكين لا تريد أن تقترب العلاقة بين موسكو وبيونج يانج أكثر من اللازم، ومن المرجح أن يثير العرض الروسي المحتمل للأسلحة إلى كوريا الشمالية بعض الدهشة في الصين"، ويعتقد "هاول" أن بكين ستتبع نهجًا حذرًا حيال ذلك.

ونقلت "نيوزويك" عن إدوارد هاول قوله: "ترغب الصين في مواصلة إضعاف التحالفات الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية، وإضعاف أي تعزيز للتعاون الثنائي والثلاثي، الذي من المرجح أن يتعزز نتيجة لعلاقات موسكو القوية مع بيونج يانج".

وفي حديثه عن السبب الرئيسي لمخاوف الصين من التقارب، تحدث أيضًا عن أن بكين تريد ضمان ألا تذهب علاقات روسيا مع كوريا الشمالية إلى أبعد من ذلك، مضيفًا أن الصين "لا تريد استبعادها من أي قرارات جذرية في السياسة الخارجية، التي تتخذها كوريا الشمالية".

وقالت "نيوزويك"، إن الصين لديها مصلحة في استقرار شبه الجزيرة الكورية وربما تكون لديها مخاوف من أن زيادة التكنولوجيا العسكرية الروسية قد تؤدي إلى تأجيج التوترات بين الشمال والجنوب، والتي وصلت بالفعل إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، مضيفة أن السيناريو الذي يتمثل في فرار ملايين اللاجئين من كوريا الشمالية عبر الحدود الصينية "هو أسوأ كابوس لبكين".

طوق نجاة للصين

وتتبنى ساري أرهو هافرين، وهي زميلة مشاركة في معهد الخدمات الملكية المتحدة في لندن، وجهة نظر مختلفة عن "هاول"، إذ قالت إنها "فوجئت قليلًا بالتعليقات حول مدى إثارة غضب أو قلق بكين من خلال تعميق العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية".

وأشارت إلى أن "بوتين" ربما حصل على موافقة من الرئيس الصيني شي جين بينج على زيارته الرسمية إلى كوريا الشمالية أثناء وجوده في بكين الشهر الماضي.

وتحدثت أنه بينما لا يمكن التنبؤ بكوريا الشمالية، فإن هذه الخطوة من جانب بوتين وكيم تفيد بكين أيضًا، موضحة أن "شي" لا يريد رؤية روسيا مهزومة في أوكرانيا، ويمكنه أيضًا الحفاظ على مظهر الحد من الدعم العسكري المباشر لروسيا نفسها.

سبق وانتقدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بكين بسبب صادرات الشركات الصينية إلى روسيا من التقنيات والمكونات ذات الاستخدام المزدوج، مثل أجزاء الطائرات بدون طيار، التي تدعم القاعدة الصناعية العسكرية الروسية، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وفرضت إدارة بايدن بالفعل عقوبات على عدد من الشركات في الصين وهونج كونج التي يعتقد أنها سهلت هذه التجارة، ما دفع البنوك الصينية الكبرى إلى التوقف عن معالجة المعاملات التجارية باليوان مع روسيا.

العلاقات الصينية الأمريكية

ووفقًا لبعض الخبراء في واشنطن، فإن الإحباط الذي تشعر به الصين تجاه جارتيها يمكن أن يُفسح المجال أمام الجهود الصينية الأمريكية لإثناء روسيا وكوريا الشمالية عن المضي قدمًا في اتفاقهما الدفاعي.

وقال باتريك كرونين، رئيس الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في معهد هدسون، إن هناك طريقة للولايات المتحدة لإيجاد "أرضية مشتركة" مع الصين بشأن هذه القضية.

وأوضح أن من مصلحة الصين ألا تشهد نقل التكنولوجيا العسكرية الهجومية المتقدمة من روسيا إلى كوريا الشمالية، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

وأوضح جاري ساموري، الذي عمل منسقًا للبيت الأبيض لشؤون ضبط الأسلحة وأسلحة الدمار الشامل أثناء إدارة أوباما، أن الصين قد يكون لها تأثير محدود على ما يحدث بين روسيا وكوريا الشمالية، على الرغم من أن واشنطن وبكين تشتركان في مصلحة الحفاظ على الهدوء في شبه الجزيرة الكورية.

وقال: "أتوقع أن تحجم بكين عن تقديم أي مساعدة عسكرية من روسيا إلى كوريا الشمالية من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. ولا أستطيع أن أقول ما إذا كان بوتين أو كيم جونج أون سيحترمان رغبات الصين".