في أول زيارة له لبيونج يانج منذ يوليو 2000، ربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوضوح بين تعميق العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية والدعم الغربي المتزايد لأوكرانيا، من خلال وضع ثقل روسيا خلف كوريا الشمالية التي تواجه كوريا الجنوبية، المدعومة من الولايات المتحدة.
اتفاقية الدفاع المتبادل
ووقع "بوتين" اتفاقًا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، اليوم الأربعاء، يتضمن تعهدًا بالدفاع المتبادل، في واحدة من أهم تحركات روسيا في آسيا منذ سنوات والتي قال كيم إنها تصل إلى حد "التحالف"، وفق "رويترز".
ويأتي هذا التوقيع في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الآسيويون قياس المدى الذي يمكن لروسيا أن تعمق فيه دعمها للدولة الوحيدة التي أجرت اختبارًا لسلاح نووي هذا القرن.
الدفاع المشترك
وجاء التوقيع على اتفاق "شراكة استراتيجية شاملة" بعد محادثات قال فيها بوتين: "إنه يتضمن بندًا للدفاع المشترك في حالة العدوان على أي من البلدين"، وأضاف "اتفاقية الشراكة الشاملة الموقعة اليوم تنص، من بين أمور أخرى، على المساعدة المتبادلة في حالة الاعتداء على أحد أطراف هذه الاتفاقية".
وقال الرئيس الروسي: "إن التسليمات الغربية لأسلحة متقدمة بعيدة المدى، بما في ذلك مقاتلات إف-16، لأوكرانيا لتوجيه ضربات ضد روسيا تنتهك الاتفاقات الرئيسية، وفيما يتعلق بهذا، فإن روسيا لا تستبعد لنفسها تطوير التعاون العسكري الفني مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
وقال بوتين: "إننا نقدر بشدة دعمكم المستمر والثابت للسياسة الروسية، بما في ذلك الاتجاه الأوكراني".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله إن موسكو تحارب سياسة الهيمنة والإمبريالية التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
تحرك استراتيجي مهم
من ناحية "كيم" فقد أشاد بروسيا لقيامها بما وصفه بأنه تحرك استراتيجي بالغ الأهمية لدعم كوريا الشمالية التي تأسست عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفيتي.
وأثارت مغازلة بوتين لكيم، والتي شملت هدايا ليموزين وجولة في مركز الإطلاق الفضائي الجديد في روسيا، قلق الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين.
وقال كيم "إن الاتفاقية ستوسع التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والدفاع، واصفًا إياها بطبيعتها "المحبة للسلام والدفاعية"، وأضاف "لقد تم الارتقاء بالعلاقات بين بلدينا إلى المستوى الأعلى الجديد للتحالف".
وفي بداية قمتهما، أعرب كيم عن "دعمه غير المشروط" "لكل سياسات روسيا"، بما في ذلك "الدعم الكامل والتحالف القوي" لحرب بوتين مع أوكرانيا".
وفرض الغرب على روسيا ما وصفها بأنها أشد العقوبات على الإطلاق ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
معاهدة دفاعية مع الصين
وفي حين أن كوريا الشمالية لديها معاهدة دفاعية مع الصين، إلا أنها ليس لديها تعاون عسكري نشط مع بكين مثلما حدث مع روسيا خلال العام الماضي، ووقعت كوريا الشمالية أيضًا معاهدة عام 1961 مع الاتحاد السوفيتي تتضمن وعودًا بالدعم المتبادل في حالة وقوع هجوم.
ولم يكن لدى الصين، المانح السياسي والاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، أي رد فوري.
واتهم بوتين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بإثارة التوترات في شبه الجزيرة الكورية وقال إن كوريا الشمالية لها الحق في تعزيز دفاعاتها.