كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، عن بدء التفاوض مع أوكرانيا لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر الجاري، إذ يمضي الاتحاد قدمًا في هذه الخطوة في محاولة لتعزيز الدعم لكييف قبل أن تتولى المجر -المعارضة باستمرار لطلب أوكرانيا بالحصول على العضوية- رئاسة الكتلة في يوليو المقبل.
وأبلغت المفوضية السفراء، أن أوكرانيا ومولدوفا استوفيتا معايير بدء المفاوضات، لكن ورد أن المجر أثارت اعتراضات في الاجتماع.
ويتعين على جميع الدول الأعضاء الـ27 الموافقة على إطار التفاوض قبل بدء المحادثات.
"إرهاق التوسع"
منذ انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من عقد من الزمان، أدى ما يُسمى بـ"إجهاد التوسع" في الكتلة إلى وضع "الفرامل" على مزيد من التوسيع.
ووفقًا للصحيفة البريطانية على الرغم من النفوذ السياسي لأوكرانيا، إلا أنه يجب على قادة كييف ألا يكونوا "مفرطين في الثقة" في قدرتهم على تسريع عملية الانضمام التي قد تستغرق سنوات دون إصلاح المعاهدات، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
ومع ذلك، قد يتجه الاتحاد الأوروبي إلى "التوسع الدفاعي" لصد التهديدات الإقليمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، كما قال خبير في تشاتام هاوس. فيما قال مسؤول سابق في المفوضية الأوروبية، إنه تم منح أوكرانيا صفة المرشح بعد بضعة أشهر فقط من تقديم طلب العضوية، دون "تقييم مفصل للتأثير" الذي يُعتبر ضروريًا عادةً.
عقبة المجر
حاولت المفوضية تسريع بدء المفاوضات وهو أمر ذو أهمية رمزية، لكنه لن يُحدث فرقًا عمليًا كبيرًا، كما قال إيان بوند من مركز الإصلاح الأوروبي أمس الجمعة، مضيفًا أن المجر لديها كل الفرص لجعل عملية التفاوض "معقدة ودموية وطويلة" سواء كانت في كرسي الرئاسة أم لا.
أيضًا تحدث "بوند" عن أن المفوضية قد تكون حذرة من أن تُنظر إليها على أنها تستسلم لـ"الابتزاز" من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي قد يسمح ببدء المحادثات فقط مقابل الإفراج عن الأموال الأوروبية المخصصة للمجر التي تم تجميدها بسبب مخاوف تتعلق بسيادة القانون. وهناك فرصة ضئيلة لأن يستدعي الاتحاد الأوروبي المادة 7 لتعليق حقوق التصويت للمجر لأن سلوفاكيا على الأقل من غير المرجح أن توافق.
هل ينفرط العقد؟
واجه الاتحاد الأوروبي وتغلب بالفعل على بعض التحديات المرتبطة بدمج أوكرانيا في الكتلة، كما أشار اقتصادي في المركز الأوروبي، ومثل أوكرانيا كانت رومانيا فقيرة جدًا مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبي عندما تقدمت للانضمام لأول مرة، كما كتب خبير لمؤسسة بيرتلسمان.
وقد يفتح انضمام أوكرانيا موجة جديدة من التوسع لدول أخرى تحدها روسيا، ما قد يقلل بشكل كبير من مقدار المساعدات المالية المتاحة للأعضاء الحاليين في الاتحاد الأوروبي ويغيّر بعضهم من متلقين صافيين إلى دائنين صافيين، كما كتب معهد بروكينجز.