الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السماح بضرب العمق الروسي.. خبراء: لن يحدث تغييرا جذريا في المعركة

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يطلق مدفع هاوتزر على أهداف روسية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطورٍ جديدٍ للحرب الروسية الأوكرانية، أعلن حلفاء كييف موافقتهم على السماح لها باستخدام الأسلحة التي زودوها بها لضرب أهداف داخل روسيا، في ظل شروط معينة، إذ إنه رغم أن هذه الخطوة التي جاءت متأخرة، قد تفتح المجال أمام أوكرانيا لتوجيه ضربات قوية في العمق الروسي، إلا أن خبراء يشككون في قدرتها على إحداث تغيير جذري في مسار المعركة المُستمرة منذ أكثر من عامين.

صد هجمات روسيا

وفقًا لتصريحات خبراء أوردتها صحيفة "بزنس إنسايدر" الأمريكية، فإن رفع القيود على استخدام الأسلحة الغربية داخل روسيا سيكون بمثابة "خطوة كبيرة إلى الأمام" لأوكرانيا في صد الهجمات الروسية القادمة، كما سيتيح لها استهداف قدرات روسيا على شن الحرب من مناطق كانت تعتبر "مناطق آمنة" في السابق.

وأشار كير جايلز، الخبير في معهد تشاثام هاوس، إلى أن هذه الخطوة ستمنع روسيا من الاستفادة من تلك المناطق التي كانت تستخدمها لإعداد وشن هجماتها.

نقطة تحول متأخرة

على الرغم من الفوائد المًحتملة، إلا أن "جايلز" انتقد التأخر الكبير في اتخاذ هذا القرار، قائلًا: "لقد جاءت هذه الخطوة متأخرة جدًا، حيث كان يجب اتخاذ قرار كهذا منذ أكثر من عامين"، مشيرًا إلى أن التأخير يأتي من جانب الولايات المتحدة والبطء في اتخاذ القرارات الحاسمة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه أوكرانيا نقصًا حادًا في الذخيرة والقوى البشرية، وفقًا لما ذكره الخبراء.

تأثير محدود على الحرب

على الرغم من ذلك، أشار ألكسندر ليبمان، أستاذ السياسة الروسية والشرق أوروبية بجامعة برلين الحرة، إلى أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف روسية سيعزز موقفها، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كان ذلك سيغير مسار الحرب بشكل جذري.

وقال "ليبمان": "المنطق العسكري لمنح أوكرانيا هذه الصلاحية واضح، لكن هناك حدودًا هيكلية تواجهها أوكرانيا الآن، مثل نقص القوات والذخيرة، والتي ستظل تشكل تحديات كبيرة على الساحة القتالية".

التركيز على قوات الجو

من جهة أخرى، رأى جون هاردي، نائب مدير برنامج روسيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن السماح لأوكرانيا باستخدام المدفعية والصواريخ الأمريكية لضرب القوات الروسية عبر الحدود هو "أمر بديهي".

وأضاف أن الصواريخ الغربية مثل ستورم شادو وأتاكمس، يُمكن أن تستهدف بعض القواعد الجوية الروسية التي تنطلق منها الطائرات لشن هجمات بالقنابل الانزلاقية، مما قد يساعد في تقليص التهديدات الجوية الروسية.

الحاجة إلى دعم استخباراتي

على الرغم من الفوائد المحتملة لضرب أهداف روسية، إلا أن "هاردي" أشار إلى أن هذه الخطوة لن تكون كافية بمفردها لقلب موازين القوى لصالح أوكرانيا.

ومن المُرجح أن تواجه كييف صعوبات في الحصول على المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد وضرب الأهداف البعيدة داخل روسيا بسرعة.

في وقت سابق من هذا الشهر، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أوكرانيين مجهولي الهوية قولهم إن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المعلومات الاستخباراتية الفورية، وتحديد الأهداف داخل روسيا من حلفائها الأمريكيين والأوروبيين.

ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستغير موقفها وتقدم معلومات استخباراتية لدعم مثل هذه الضربات.

في غياب هذا الدعم، ستكون قدرة أوكرانيا على استهداف الأهداف محدودة بالصور الملتقطة من الأقمار الاصطناعية ومراقبة الطائرات المُسيرة، وما يمكن أن يلاحظه المخبرون على الأرض، وهذا ليس التحدي الوحيد الذي تواجهه القوات الأوكرانية.

تحديات أخرى

أشار ليبمان إلى أنه إذا استمر نقص القوات والذخيرة لدى أوكرانيا دون حل، فإنها ستواجه "مشاكل كبيرة" على الساحة القتالية.

وقال "هذا لا يعني أن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف في روسيا لن يساعد، ولكن من الواضح أنه ليس الحل السحري لكسب الحرب."

ولفت إلى أن كييف تحتاج إلى معالجة هذه التحديات الهيكلية إلى جانب الحصول على صلاحية ضرب أهداف روسية، إذا أرادت تحقيق تقدم حاسم على أرض المعركة.

وبينما قد تفتح هذه الخطوة إمكانيات هجومية جديدة، فإن الخبراء يشككون في قدرتها على إحداث تغيير جذري في ميزان القوى، دون حل المعضلات الأخرى التي تواجهها أوكرانيا.