الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

روسيا تعاود عرض تجميد الحرب.. وأوكرانيا: إشارات زائفة للسلام

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

قالت أربعة مصادر روسية لـ"رويترز" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لتجميد الحرب في أوكرانيا، من خلال وقف لإطلاق النار يتم التفاوض عليه، ويعترف بخطوط ساحة المعركة الحالية، مشيرين إلى استعداده لمواصلة القتال إذا لم تستجب كييف والغرب.

وقف إطلاق النار بأوكرانيا

وقالت ثلاثة من المصادر، المطلعة على المناقشات التي دارت داخل الوفد المرافق لبوتين، إن الرئيس الروسي أعرب لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه بشأن ما يعتبره محاولات مدعومة من الغرب لإحباط المفاوضات وقرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستبعاد المحادثات.

وقال مصدر آخر من الأربعة، وهو مصدر روسي عمل مع بوتين ولديه معرفة بالمحادثات رفيعة المستوى في الكرملين: "يمكن لبوتين أن يقاتل بقدر ما يستغرق الأمر، إلا أنه مستعد أيضًا لوقف إطلاق النار لتجميد الحرب".

وتحدثت "رويترز" إلى خمسة أشخاص يعملون مع بوتين أو عملوا معه على مستوى رفيع، ولم يعلق المصدر الخامس على تجميد الحرب في جبهات القتال الحالية.

وقال إن المفاوضات يجب أن تستند إلى الحقائق على الأرض وإلى خطة تم الاتفاق عليها خلال محاولة سابقة للتوصل إلى اتفاق في الأسابيع الأولى من الحرب مشيرة إلى أنها ليست على أساس ما يريده أحد الأطراف.

تشكيك أوكراني

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إن الرئيس الروسي كان يحاول عرقلة قمة السلام التي تنظمها أوكرانيا في سويسرا الشهر المقبل، باستخدام معاونيه، لإرسال إشارات زائفة حول استعداده المزعوم لوقف الحرب.

وقال "كوليبا" إن "بوتين ليس لديه حاليًا أي رغبة في إنهاء الحرب"، مضيفًا أن الصوت الموحد للأغلبية العالمية هو الأمر الذي يمكن أن يجبره على اختيار السلام بدلا من الحرب.

وذكر ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، أن بوتين يريد أن تقبل الديمقراطيات الغربية الهزيمة.

واعتبر محللون عسكريون وسياسيون غربيون، تعيين الاقتصادي أندريه بيلوسوف الأسبوع الماضي وزيرًا للدفاع في روسيا، أنه يضع الاقتصاد الروسي في حالة حرب دائمة من أجل الفوز في صراع طويل الأمد.

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، ردًا على طلب للتعليق، إن البلاد لا تريد "حربا أبدية".

واستنادًا إلى معرفتهم بالمحادثات التي جرت في المستويات العليا في الكرملين، قال اثنان من المصادر إن بوتين يرى أن المكاسب التي تحققت في الحرب حتى الآن كانت كافية لترويج النصر للشعب الروسي.

وقالت ثلاثة مصادر إن بوتين يفهم أن أي تقدم جديد مثير سيتطلب تعبئة أخرى على مستوى البلاد، وهو ما لا يريده، إذ قال مصدر إن شعبية الرئيس الروسي تراجعت بعد التعبئة الأولى في سبتمبر 2022.

استبعاد وقف الحرب

ووفقًا لرويترز، يبدو أن احتمال وقف إطلاق النار، أو حتى محادثات السلام، بعيد المنال في الوقت الحالي. إذ قال زيلينسكي مرارًا وتكرارًا إن السلام بشروط بوتين لن ينجح، وتعهد باستعادة الأراضي المفقودة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

وتوقع أحد المصادر عدم التوصل إلى اتفاق أثناء وجود زيلينسكي في السلطة، ما لم تتجاوزه روسيا وتبرم صفقة مع واشنطن.

ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي كان يتحدث في كييف الأسبوع الماضي، للصحفيين، إنه لا يعتقد أن بوتين مهتم بإجراء مفاوضات جادة.

وأشارت جميع المصادر إلى أن إصرار بوتين على تحقيق أي مكاسب في ساحة المعركة في صفقة غير قابل للتفاوض، وقالت أربعة منهم إن بوتين سيكون مستعدًا للاكتفاء بالأرض التي يملكها الآن، وتجميد الصراع على الخطوط الأمامية الحالية.