الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ردود فعل متباينة.. "الهدنة الأولمبية" تثير جدلا بين روسيا وأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الحرب الروسية الأوكرانية الدامية التي دخلت عامها الثالث، برزت مجددًا فكرة إعلان هدنة مؤقتة بين الطرفين المتحاربين، خلال فترة إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس هذا العام، هذه الفكرة التي طرحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لاقت ردود فعل مُتباينة من كييف وموسكو، مما يعكس الصعوبات الكبيرة في إيجاد حل وسط يرضي جميع الأطراف، في ظل استمرار القتال وتصاعد حدته على الأرض.

"قصة غير واقعية"

بحسب ما أشارت صحيفة "تليجراف" البريطانية، عبّر زيلينسكي عن تشككه البالغ بشأن المقترح الفرنسي، قائلًا للصحفيين "لا أفهم التفاصيل، لكنها تبدو لي قصة غير واقعية"، مُضيفًا: "وقف إطلاق النار لن يمنع الأسلحة من الاقتراب وإعادة شن الهجمات".

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن "مثل هذه الخطوة ستعطي "ميزة" لموسكو من خلال منحها الوقت للتحرك حول القوات والمدفعية".

ويبدو أن الرئيس الأوكراني يخشى أن تستغل روسيا أي فترة هدنة لإعادة تجميع قواتها وتعزيز ترسانتها العسكرية وشن هجوم جديد.

بوتين يرحب ويتهم الغرب

وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أنه عندما سُئل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارة للصين عمّا إذا كان يؤيد فكرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بشأن "هدنة أولمبية" عالمية خلال الألعاب الأولمبية في باريس هذا الصيف، قال: "أعتقد أن هذه المبادئ الأولمبية، بما في ذلك "الهدنة الأولمبية" صحيحة للغاية"، لكنه أضاف: "المسؤولون الرياضيون الدوليون أنفسهم اليوم يعصون مبادئ الميثاق الأولمبي".

واتهم الهيئات الرياضية "بمنع رياضيي روسيا من المشاركة في الألعاب برايتنا وعلمنا وموسيقانا الوطنية ونشيدنا". وقال "إنهم يرتكبون انتهاكات ضدنا ويطالبوننا بالوفاء، أيها الأصدقاء الأعزاء: لن نصل إلى هذا الحد، لم يتوصل أحد على الإطلاق إلى اتفاق بهذه الطريقة".

محاولات فاشلة لوقف القتال

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تُطرح فيها فكرة وقف إطلاق النار بين القوات الروسية والأوكرانية، ففي المراحل الأولى من الصراع المُستمر منذ أكثر من عامين، شهدت عدة محاولات لوقف القتال مؤقتًا في مناسبات معينة، مثل الأعياد المسيحية الأرثوذكسية الكبرى، إلا أن هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل مع اتهام كلا الطرفين للآخر بانتهاك هذه الاتفاقات وعدم الالتزام بها.

وفي هذا السياق، صرح المُتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في منتصف شهر أبريل الماضي: "لقد أشار كل من رئيسنا وضباطنا العسكريين إلى أن نظام كييف يستخدم عادة مثل هذه الأفكار والمبادرات لإعادة التجمع وإعادة التسلح وما إلى ذلك، وهذا بالتأكيد يجعل النظر في مثل هذه المبادرات أصعب بكثير"، مما يعكس تردد موسكو في إجراء محاولة جديدة.

دعوات أممية للهدنة الأولمبية

 وتستبق الأمم المتحدة انعقاد الدورات الأولمبية بالدعوة، عادة، إلى هدنة عالمية خلال انعقادها، إلا أن هذه المقترحات تفتقر لآلية تنفيذية، وغالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الأطراف المتورطة في النزاعات المسلحة حول العالم.

وفي هذا السياق، يشير المراقبون إلى أن زيلينسكي قد يكسب المزيد في حال تحققت هذه الهدنة المفترضة في الوقت الراهن، خاصة بعد التقدم الكبير الذي حققته القوات الروسية على الأرض خلال الأشهر الماضية، والتقدم السريع الذي شهدته في منطقة خاركيف الشمالية منذ يوم الجمعة الماضي، ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى وصف الوضع يوم الخميس بأنه "بالغ الخطورة" بالنسبة لكييف.