في ظل الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، كشفت تقارير صحفية عن تحذيرات مسبقة من المخابرات البريطانية لكييف بشأن هجوم روسي محتمل على منطقة خاركيف الحدودية، إذ إن هذه التحذيرات التي لم تؤخذ على محمل الجد من قبل السلطات الأوكرانية، أدت إلى تحقيق القوات الروسية مكاسب سريعة في المنطقة، بسبب ضعف الدفاعات هناك.
ومع هذه التطورات الميدانية الخطيرة، تتصاعد المخاوف من تدهور الوضع الأمني وامتداد رقعة القتال، فيما تسعى الدبلوماسية الغربية لتقديم الدعم السياسي والعسكري لأوكرانيا في هذه "اللحظة الحرجة"، كما وصفها وزير الخارجية الأمريكي.
تحذيرات مسبقة
ذكرت صحيفة "ذا جارديان"، نقلًا عن مصادر، أن المملكة المتحدة حذرت أوكرانيا قبل الهجوم الروسي في منطقة خاركيف، لكن كييف فشلت في الاستعداد للهجوم الذي أدى إلى تحقيق القوات الروسية مكاسب سريعة.
وزودت المخابرات البريطانية أوكرانيا بتحذير مسبق بشأن الهجوم، بحسب أحد مصادر الصحيفة، رغم أنه لم يذكر كم من الوقت كان على كييف الاستعداد له.
ومع ذلك، جاء هذا التحذير في أعقاب تحذير علني أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس، قائلًا إن موسكو قد تتحرك لإنشاء "طوق أمني" في المناطق التي تسيطر عليها كييف لحماية المدنيين في المناطق الحدودية الروسية، وخاصة في بيلجورود، من المدفعية الأوكرانية العشوائية والطائرات بدون طيار.
عدم استعداد
وقالت "ذا جارديان" إنه بالنظر إلى أن المسؤولين الأوكرانيين أبلغوا أيضًا عن تركز القوات الروسية في المنطقة قبل الهجوم "فربما كان من المتوقع صد الهجوم بسرعة".
وقالت الصحيفة إن الخطوط الدفاعية الأوكرانية "كانت ضعيفة أو غائبة" في منطقة خاركيف.
ونتيجة لذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن الاستيلاء على عدة مستوطنات حدودية في منطقة خاركيف في الأيام الأخيرة.
واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا بأن كييف ليست مستعدة لمواجهة هجوم روسي واسع النطاق بسبب التأخير في شحنات الأسلحة الغربية.
وألغى زيلينسكي رحلاته المقررة إلى إسبانيا والبرتغال، وتوجه إلى خاركيف بدلًا من ذلك، ووصف الوضع بأنه "خطير للغاية"، لكنه وعد بأن تعيد كييف نشر التعزيزات إلى المنطقة من قطاعات المواجهة الأخرى.
طمأنة أوكرانيا
وسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء الماضي، إلى كييف لطمأنة أوكرانيا بأنها "ليست وحدها" في مواجهة الهجوم الروسي، وأشار إلى أن البلاد تمر الآن بـ"لحظة حرجة" في ساحة المعركة.
سرقة أموال التحصينات
وأشار تقرير "ذا جارديان"، إلى شكوى بعض أعضاء الخدمة الأوكرانية من عدم وجود تحصينات وحقول ألغام في منطقة خاركيف، في حين أفادت صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية أن الأموال المخصصة لإنشاء الدفاعات "سُرقت ببساطة".
ومع ذلك، رفض المسؤولون الأوكرانيون الرواية حول نقص الدفاعات ووصفوها بأنها "دعاية روسية"، تهدف إلى دق إسفين بين الإدارات المحلية وكبار الضباط في كييف.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، خلال زيارته الصين، أكد بوتين أن العمليات القتالية التي تقوم بها موسكو في المنطقة كانت تهدف إلى خلق "طوق أمني"، مشددًا على أن بلاده ليس لديها خطط للاستيلاء على خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، في هذه المرحلة.