الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع بين الحكومة والولاية.. جدل في تكساس بسبب جدار المهاجرين العائم

  • مشاركة :
post-title
الجدار العائم

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسعى سلطات ولاية تكساس الأمريكية للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية التي تأتي من دولة المكسيك المجاورة عبر البر والبحر، ومن أجل ذلك قامت ببناء ما يسمى بالجدار العائم على نهر ريو جراندي، إلا أن الحكومة الفيدرالية قامت برفع دعوى قضائية بهدف إزالته بحجة أنه ينتهك القانون ويحتاج موافقة الكونجرس أولًا.

وتخوض تكساس عدة معارك قضائية بين الديمقراطيين والجمهوريين، أهمها قانون الهجرة، والذي تغير وضعه أكثر من مرة، وبحسب صحيفة "واشنطن إكسامينر"، كان الهدف من القانون الذي أقره الحاكم جريج أبوت، وهو جمهوري من ولاية تكساس، في ديسمبر 2023، تمكين سلطات إنفاذ القانون المحلية من القبض على المهاجرين غير الشرعيين بسبب انتهاكات الهجرة.

الجدار العائم: ودخل الجدار العائم، ضمن تلك الصراعات القضائية، وبحسب موقع houstonpublicmedia فقد كلف الحاكم جريج أبوت السلطات بتركيبه الصيف الماضي، حيث يبلغ ارتفاعه 1000 قدم كجزء من عملية "لون ستار" التي قامت خلالها الولاية بنقل أكثر من 100 ألف شخص من المهاجرين إلى أجزاء أخرى من الولايات المتحدة.

واستمعت محكمة الاستئناف الأمريكية بالدائرة الخامسة إلى معظم حجج الفريقين من المحامين بولاية تكساس من ناحية، ومندوبي وزارة العدل الأمريكية من ناحية أخرى، حيث اندلع النقاش وفقًا للموقع الأمريكي فيما إذا كان الحاجز العائم ينتهك قانونًا فيدراليًا حول تخصيص الأنهار والموانئ لعام 1899، حيث يحظر القانون إنشاء أي عائق للممر المائي الصالح للملاحة ما لم يوافق عليه الكونجرس وأذن به فيلق المهندسين بالجيش.

تزعم السلطات أن الجدار يمنع دخول المهاجرين

فريق تكساس: من جانبهم استند محامو ولاية تكساس إلى الحجة القائلة بأن الدستور يسمح للولايات بالحماية من "الغزو"، وفي هذه الحالة يعتبر المهاجرون عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل غير قانوني كما لو أنهم غزاة.

وأشار المحامون إلى أن نهر ريو جراندي في معظم فتراته لم يكن أكثر من مجرد جدول، وبحسب الموقع جادل المحامون بأنه لأكثر من قرن من الزمان، تم تفسير قانون تخصيص الأنهار والموانئ على أنه ينطبق فقط على الممرات المائية التي في حالتها الطبيعية، باعتبارها تخدم شريان التجارة بين الولايات أو السفر عبرها، مشيرين إلى أن ذلك لا ينطبق على ريو جراندي الذي كثيرًا ما يكون جافًا.

العدل الفيدرالي: في المقابل أكد مندوبو الحكومة الفيدرالية أن الإدارة أبلغت الحكومة المحلية في تكساس أن الولاية يجب أن تحصل على إذن من الكونجرس من أجل اتخاذ تدابير مؤقتة لحماية مواطنيها من الداخلين المعادين الذين يحاولون دخول أراضيها، مشيرين إلى أن الولاية اتخذت القرار دون النظر في الضرر الذي لحق بالشحن التجاري المشروع.

وفي دفاعهم قال محامو العدل إن نهر ريو جراندي كان صالحًا للملاحة تاريخيًا، وهذه التجارة الخارجية كافية لإخضاع المنطقة لسلطة الكونجرس، لافتين إلى أن هذا الجدار أثر حتى على دوريات الحدود، حيث بين عامي 2018 و2023، أجرت دورية الحدود 249 عملية إنقاذ في النهر، ولكن الجدار يضعف أوقات استجابة حرس الحدود.

معقل المهاجرين: تعتبر ولاية تكساس معقل أزمة المهاجرين غير الشرعيين، ويعمل كل من الديمقراطيين والجمهوريين في طريق مختلف، حيث يخطط ترامب لإعادة توسيع سياسات الهجرة التي اتبعها في فترته الرئاسية الأولى، بما في ذلك إنهاء الجدار الحدودي وإحياء "البقاء في المكسيك" وقيود اللجوء، كما وعد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلي في التاريخ الأمريكي.

في المقابل يعمل بايدن خلال فترة رئاسته على زيادة قبول اللاجئين ودعم مسار الحصول على الجنسية لعمال المزارع دون تصريح للوجود في البلاد، وركزت إدارته على معالجة الأسباب الجذرية لارتفاع معدلات الهجرة، وتوفير المساعدة الإنسانية للمكسيك ودول أمريكا الوسطى.