وسط قلق متزايد من ارتفاع ديون الولايات المتحدة الأمريكية، عبّرت حركة تكساس القومية، التي تطمح أن تصبح دولة مستقلة منفصلة عن الولايات المتحدة الأمريكية، عن رفضها المشاركة بحصة في الدين الوطني الأمريكي، إذا تم الانفصال رسميًا، وهي الخطوة التي تعد تراجعًا عن سياستها الماضية.
وتعد تكساس، ثاني أكبر ولاية في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 30.03 مليون نسمة، كما أنها ثاني أكبر ولاية من حيث مساحة الأرض في البلاد، ما جعلها الأسرع نموًا بين الولايات، كما يعتمد اقتصادها بشكل كبير على النفط والكيماويات والصادرات بـ300 مليار دولار سنويًا، وبحسب موقع "ستاتيستا" للإحصائيات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولاية 1.88 تريليون دولار أمريكي في عام 2022.
حصة من الديون
وترى الحركة أن الحل الوحيد القابل للتطبيق حول إمكانية حصول الولاية بعد انفصالها عن الفيدرالية على حصة من الدين الوطني هو غسل أيديهم منه، مشيرين بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن تراكم تلك الديون لم يكونوا السبب فيه ولا ينبغى لهم كما يقولون المشاركة فيه.
يأتي ذلك وسط قلق متزايد بشأن حجم الدين الوطني الأمريكي الذي يبلغ حاليًا نحو 34.5 تريليون دولار، وحذّر فيليب سواجيل، مدير مكتب الميزانية في الكونجرس، من أن ديون الولايات المتحدة تسير في مسار غير مسبوق، لافتًا أن هذا قد يؤدي إلى رد فعل كبير في السوق الأمريكية.
ورفضت الحركة أي مقترحات حول إمكانية أخذ ولاية تكساس المستقلة حصة من ديون الولايات المتحدة بما يتناسب مع عدد سكانها، مؤكدين أن النظام الفيدرالي استفاد من الولاية أكثر بكثير مما استفادت منهم تكساس، وسيعتبر ذلك بحسب المجلة، كالجائزة التي يقدمونها دون سبب.
خروج مُر
وأظهر استطلاع أجرته مجلة "نيوزويك" أن 23% من سكان تكساس سيصوتون في استفتاء افتراضي على الاستقلال لصالح أن تصبح الولاية "دولة مستقلة" مقابل 67% يؤيدون بقاءها ولاية داخل الولايات المتحدة، وأكد خبراء علوم سياسية أن خروج تكساس لن يمر بسلام، وشدد الخبراء على أن التاريخ أوضح أنه لا يوجد سيناريو معقول يمكن من خلاله لتكساس أن تنتزع نفسها سلميًا من الولايات المتحدة، حتى لو كانت هذه إرادة سكانها، وهو ما لا يوجد ما يشير إليه على حد علمي.
واكتسبت حركات الانفصال زخمًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث احتلت الفكرة عناوين الأخبار وأثارت جدلًا كبيرًا، خاصة مع المواجهة الحامية بين الحكومة الفيدرالية والولاية بسبب أزمة الحدود وتدفق المهاجرين، ودعا أصحابها لإجراء استفتاء شعبي بهدف الخروج من أمريكا، ويرى الانفصاليون، بحسب مجلة "تايم" الأمريكية، أن الخطوة الأولى لكي تصبح تكساس مستقلة، ستكون إجراء استفتاء على مستوى الولاية.