لم تعد قضية الإجهاض أمرًا مهمًا بالنسبة للأمريكيين، حيث كشف استطلاع رأي جديد عن تراجع تلك القضية بين اهتمامات الناخبين، وهو الأمر الذي يعد بمثابة ضربة كبيرة لجهود الرئيس الحالي جو بايدن وحملته الانتخابية، الذين يعتبرون الإجهاض سلاحهم الخاص في مواجهة ترامب.
وتأكد بشكل شبه رسمي الشهر الماضي أن الثنائي "بايدن - ترامب" سيواجهان بعضهما البعض، في الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة 2024، حيث فاز كل منهما بعدد كافٍ من المندوبين لتأمين الترشيح الرئاسي، ومن المنتظر، بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، أن تنطلق الانتخابات يوم الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، على أن يتم إعلان الفائز يناير 2025.
تراجع القضية
وعبر الناخبون وفق استطلاع رأي أجرته مؤسسة Morning Consult، عن انفتاحهم تجاه المرشحين الذين يختلفون مع موقفهم بشأن الإجهاض، وكشفت البيانات أن 45% من الناخبين قالوا إنه من المهم أن يتفق المرشحون الفيدراليون مع مواقفهم بشأن معظم القضايا الأخرى حتى لو كانوا يختلفون حول إمكانية الإجهاض.
ويأتي الاستطلاع الأخير في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس جو بايدن وزملاؤه الديمقراطيون على استغلال الأمر في الحملة الانتخابية لعام 2024، حيث يراهنون على أن قضية حقوق الإجهاض سوف تحفز ملايين الناخبين وتعبئتهم ليكونوا في صف بايدن، خاصة ملايين من النساء الذين فقدوا هذا الحق.
الكونجرس وترامب
ويلقي معظم الناخبين اللوم على المحكمة العليا والجمهوريين في الكونجرس وترامب في إنهاء حقوق الإجهاض، وقال غالبية الناخبين "58٪" إن ترامب هو المسؤول عن إنهاء حقوق الإجهاض على المستوى الوطني، بما في ذلك حصص مماثلة من النساء والناخبين المستقلين، كما حمل 65٪ الجمهوريين في الكونجرس المسؤولية.
وأدى قرار المحكمة العليا في ولاية أريزونا بالسماح بإصدار قانون يعود إلى حقبة الحرب الأهلية، والذي يجرم جميع عمليات الإجهاض تقريبًا في الولاية ما لم تكن حياة المرأة في خطر، إلى زيادة الضغط على الحزب الجمهوري، حيث سعى ترامب وحزبه إلى النأي بأنفسهم عن القانون، وعملوا على نقل المسؤولية إلى أسفل السلم الحكومي وترك الأمر في يد الولايات.
ومنذ ذلك الحين، قامت نحو 20 ولاية يحكمها جمهوريون محافظون بسن قوانين صارمة ضد الإجهاض، ونتيجة لذلك، فإن العديد من النساء اللاتي يرغبن في إنهاء الحمل يسافرن إلى ولايات أخرى، مثل مينيسوتا، حيث الإجهاض قانوني، وأظهر الاستطلاع الأخير أنه من المرجح أيضًا أن تعطي النساء الأولوية لموقف المرشح من الإجهاض لأنهن سيعطين القضايا الأخرى مكانة أعلى، مما يمثل تحولًا كبيرًا عن ديناميكية منتصف عام 2022.
الأسلوب السياسي
ولن يتمكن الديمقراطيون من الاعتماد على نفس النوع من الأسلوب السياسي في تلك القضية خلال الانتخابات المقبلة، حيث تحتاج حملة بايدن إلى إعادة إحياء تلك القضية مرة أخرى، ومضاعفة الجهود من عودتها إلى سلم اهتمامات الناخبين، والتي كانت منذ فترة بحسب الاستطلاع، رقم 2 بالنسبة للأمريكيين، مشيرة إلى ضرورة مضاعفة الحملات الإعلانية للإجهاض في ولايات مثل أريزونا.