بعد أقل من عامين على تقنين دولة تايلاند الواقعة في آسيا لمخدر الحشيش، والسماح باستخدامه بكميات قانونية بجانب الأغراض الطبية، تخطط بانكوك لإعادة حظره مرة أخرى، بسبب انتشاره بين الأطفال وزيادة الجرائم المرتبطة به، ومن المنتظر إصدار تشريعات جديدة لتجريمه وتشديد العقوبات.
وفي السنوات الأخيرة، كان هناك قبول متزايد لمخدر القنب في أجزاء كثيرة من العالم، حيث تحركت العديد من الدول نحو إلغاء التجريم وحتى التقنين الكامل للقنب للاستخدام الطبي والترفيهي، وبحسب موقع The Diplomat الأمريكي، كان الدافع وراء هذا الاتجاه هو تطور المواقف العامة، والاعتراف بالفوائد الاقتصادية المحتملة، والاعتراف بالخصائص الطبية للقنب.
تشديد القوانين
وبعد 18 شهرًا فقط من كونها أول دولة في جنوب شرق آسيا تقنن هذا المخدر، تعمل الحكومة التايلاندية بقيادة رئيسة الوزراء سريتا تافيسين، على تشديد قوانينها مرة أخرى والحد من استخدام القنب للأغراض الطبية فقط، في تراجع واضح عن سياساتها التقدمية تجاه مخدر الحشيش.
ووجه رئيس الوزراء السلطات المحلية بقمع الأنشطة الإجرامية المرتبطة بتجارة المخدرات غير المشروعة وإحراز تقدم خلال 90 يومًا، وبحسب شبكة abcnews الأمريكية، فقد طلب ثافيسين من وزارة الصحة تعديل قائمة المخدرات وإصدار قواعد جديدة للسماح باستخدامه للأغراض الطبية فقط.
انتعاش الزراعة والسياحة
وأدى قيام تايلاند بإزالة القنب من قائمة المخدرات في عام 2022 إلى خلق تطور عالمي لصناعته، حيث تتمتع البلاد بمناخ ملائم لزراعة الحشيش، مما جذب المستثمرين والسياح من جميع أنحاء العالم، وانتشر آلاف التجار بالتجزئة حول البلاد التي تتراوح بين المتاجر والشاحنات وأكشاك السوق في جميع أنحاء البلاد.
وتضم تايلاند أكبر عدد من نزلاء السجون بين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا ـ نحو 285 ألف سجين، وأكثر من 80% منهم النزلاء تم سجنهم بتهم تتعلق بالمخدرات، ووفقًا لمجلة تايم الأمريكية فقد كانت بانكوك واحدة من الدول التي شنت حربًا ضروس ضد المخدرات، وشهد عام 2003 حملة ضخمة قتل خلالها 2200 خلال 3 أشهر فقط، كما حكم على عشرات المهربين بالإعدام.
حظر وعقوبات صارمة
وخيب التحوّل المفاجئ في موقف الحكومة التايلاندية آمال المدافعين عن تقنينه، لما له من أثر كبير على الاقتصاد والعديد من الشركات المستثمرة في قطاع القنب، حيث أدى التقنين إلى طفرة في الأعمال التجارية المرتبطة بالقنب، مثل المستوصفات، ومقاهي الأعشاب، ومنتجعات القنب، كما أن عدة مدن أقامت مهرجانات عديدة اجتذبت ملايين السياح.
وجاء الحظر الجديد، بسبب الافتقار في تنظيم قانون التقنين، حيث أصبحت متاحة للأطفال وانتشرت الجرائم المرتبطة به بصورة كبيرة، ووفقًا لـ The Diplomat، فإن التشريعات الجديدة لن تقتصر على تقييد استخدامه فقط، بل يمتد أيضًا لفرض عقوبات صارمة على كل من الحيازة والاستخدام، بما في ذلك غرامات باهظة وأحكام بالسجن.