"لا تتوقعوا شيئًا"؛ هكذا صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن، حاسمًا أمره، لشعبه، وهو في خضم معركة لم تحسم بعد بين حزبه الديمقراطي ومنافسه الجمهوري للسيطرة على انتخابات الكونجرس، حول حقوق الإجهاض في الولايات المتحدة الأمريكية.
"ما الذي يجب أن يتوقعه الأمريكيون من الكونجرس فيما يتعلق بحقوق الإجهاض؟".. هكذا باغته الصحفي سائلًا، لكن رد بايدن، الذي كان يتحدث لوسائل الإعلام خلال زيارته إلى بالي لحضور قمة مجموعة العشرين، جاء حاسمًا بأنه لا يجب أن يتوقع الأمريكيون الكثير.
لا تتوقعوا شيئًا بخصوص حقوق الإجهاض
قال بايدن: "لا أعتقد أنهم يمكن أن يتوقعوا الكثير من أي شيء بخلاف أننا سنحافظ على مواقفنا. لن أتلقى المزيد من الأسئلة ، ولا يجب أن أجيب على سؤالك".
الديمقراطيون يفتقدون الأصوات لتقنين حقوق الإجهاض
أكد الرئيس الأمريكي أن الديمقراطيين ما زالوا يفتقرون إلى الأصوات اللازمة لتقنين حقوق الإجهاض في قانون، على الرغم من أداء حزبه الأقوى من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي.
وأشار بايدن إلى احتمال عرقلة أي تشريع بشأن حقوق الإجهاض في مجلس النواب، مرجحًا سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب.
أضاف :"أعتقد أننا سنقترب كثيرًا في مجلس النواب، وأعتقد أنه سيكون قريبًا جدًا ، لكنني لا أعتقد أننا سننجح".
وعلى الرغم من أن الديمقراطيين سيحافظون على أغلبيتهم الضيقة في مجلس الشيوخ، أو حتى يوسعونها، إلا أن بعض أعضاء حزبه غير مستعدين لتجاوز قواعد التعطيل لتمرير قانون الإجهاض. وفق ما أوردت "رويترز".
قرار حظر الإجهاض
في إجراء غيّر حقوق الإجهاض في الولايات المتحدة الأمريكية، ألغت المحكمة العليا في البلاد، يونيو الماضي، الحكم التاريخي المعروف باسم "رو ضد ويد"، الذي وفّر الحماية لحق الحرية الإنجابية للمرأة على مدى 50 عامًا، وبإلغائه بات من المسموح لكل ولاية على حدة فرض حظر على عمليات الإجهاض.
وفي حكم صدر بتأييد ستة مقابل رفض ثلاثة أعضاء، أيدت المحكمة بأغلبيتها المحافظة قانونًا صدر في ولاية مسيسيبي ودعمه الجمهوريون وتم بموجبه حظر الإجهاض بعد 15 أسبوعًا من الحمل.
"حق الإجهاض" قضية حملها الديمقراطيون على عاتقهم جنبّتهم "خسائر أكثر"
عزم الديمقراطيون على جعل قضية "حق الإجهاض" أساسية في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، وبدورها ساعدت القضية في تجنيب الديمقراطيين خسائر أكبر أمام الجمهوريين.
وأكدت استطلاعات رأي نقلتها "بي بي سي" أن قضايا المناخ والحق في الإجهاض كان لها تأثير كبير على النتائج الإيجابية التي حققها الديمقراطيون والتي لم تكن متوقعة مقابل "موجة حمراء"- اكتساح للجمهوريين- لم تتحقق هي الأخرى بدورها.
منذ قرار المحكمة، يتعرض الرئيس الأمريكي، لضغوط من حزبه الديمقراطي لاتخاذ إجراءات، لا سيما، بعدما أخفقت جهود الحزب لتمرير تشريع يقنن الإجهاض.
وفي الكونجرس الماضي، صوّت نائب ديمقراطي واحد فقط في مجلس النواب وعضو ديمقراطي واحد كذلك في مجلس الشيوخ ضد تشريع يجعل الإجهاض قانونيًا على مستوى البلاد مهما كانت الظروف.
كيف يرى الديمقراطيون حق الإجهاض؟
موقف الرئيس الأمريكي من القانون، جلّي، شأنه شأن حزبه الديمقراطي، إذ خرج في أعقاب قرار المحكمة، في خطاب ألقاه على شعبه من البيت الأبيض، وانتقد القرار واعتبره يعرّض صحة وحياة النساء في أمريكا للخطر.
قال: "إن صحة وحياة النساء في البلاد أصبحت الآن في خطر. إنه يوم حزين للمحكمة وللبلاد".
من جانبها، أدانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، قرار المحكمة العليا ضد قانون الإجهاض بكلمات حادة. قالت: "إنه صفعة على وجه النساء". وحذّرت من أن تقييد الإجهاض ما هو إلا بداية.
من يؤيد الحق في الإجهاض؟
وعلى مستوى الناخبين الديمقراطيين، قفز التأييد للإجهاض غير الخاضع لأي قيود من 56 في المئة عام 2016 إلى 71 في المئة العام الماضي، وفقًا لاستطلاع لهيئة المسح الاجتماعي العام، بينما لا يزال الدعم الجمهوري يحوم حول 34 في المئة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للتلفزيون الألماني (دويتشه فيله).