أقلعت حاملة الطائرات الصينية الثالثة، فوجيان، أكبر حاملة طائرات وأكثرها تقدمًا على الإطلاق، إلى البحر الأسبوع الماضي لإجراء تجاربها الأولى، وهي لحظة مهمة في توسعها البحري لتحدي الوجود الأمريكي العالمي.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن حاملة الطائرات فوجيان غادرت من حوض جيانجنان لبناء السفن في شنجهاي، وستختبر التجارب في المقام الأول موثوقية واستقرار أنظمة الدفع والأنظمة الكهربائية لحاملة الطائرات.
سباق التسلح البحري
منذ تسعينيات القرن العشرين، شهدت الصين تحولًا نموذجيًا، مع التركيز على التوسع البحري. وكان هذا التحول مدفوعًا بنموها الاقتصادي خلال التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما أدى إلى زيادة الوجود الصيني في الاقتصاد العالمي وتحويلها إلى مركز التصنيع في العالم.
وركز التحديث، الذي بدأ قبل ثلاثة عقود، على السفن، وأسلحة الطائرات، والطائرات المقاتلة، والتدريبات المتعددة الأطراف. وقد دعا الكتاب الأبيض الصيني للدفاع لعام 2015 إلى حماية روابط الاتصالات البحرية (SLOC) كجزء من سياستها الوطنية. وقال إن الروابط البحرية حيوية لمستقبل الصين.
فالمحيط الهندي، الفناء الخلفي البحري للهند، هو بوابة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وتقوم الصين بإنشاء قواعد بحرية جنوب الهند لحماية طريق الحرير البحري.
وتعد منطقة المحيط الهندي موطنًا لنحو 2.5 مليار شخص، مع وجود بعض الاقتصادات العالمية، مثل الهند، وهي قوة إقليمية، تتمتع بحضور مهيمن في المنطقة.
ويُعد مضيق هرمز وباب المندب ومضيق ملقا وقناة موزمبيق بمثابة نقاط اختناق في المنطقة وطرق حيوية للتجارة العالمية للصين.
وتشير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى أنه على الرغم من أن هذه الحاملات لها قيمة بالنسبة للصين، إلا أن عملياتها في تايوان لا تتطلب مثل هذه المنصات لأنها تقع في متناول الطائرات الصينية على الأرض. وتؤكد هذه المنصات الهيمنة ويُنظر إليها على أنها رموز للقوة.
وفي المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، سوف تتفوق الأولى في الأداء على الخطة وتتفوق عليها ببراعتها. ومن الناحية السياسية، يمكن أن تكون حاملات الطائرات ذات قيمة خاصة للصين لإبراز صورة الصين كقوة عالمية كبرى.
تريد الصين أن تكون قواتها البحرية قادرة على ردع "التدخل الأمريكي في حالة نشوب صراع في منطقة البحار القريبة من الصين بشأن تايوان أو أي قضية أخرى، أو إذا فشل ذلك، أو تأخير وصول القوات الأمريكية أو تقليل فعالية القوات الأمريكية المتدخلة"، حسبما جاء في تقرير الكونجرس الأمريكي.