الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة المحيط الهادئ.. استعادة أمريكا لفنائها الخلفي من مخالب الصين

  • مشاركة :
post-title
خريطة توضح دول المحيط الهادئ

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

يستضيف الرئيس الأمريكي، جو بايدن قمة ثانية مع قادة جزر المحيط الهادئ هذا الأسبوع، ضمن حملة أمريكية لمنع المزيد من التوغل الصيني في منطقة استراتيجية اعتبرتها واشنطن منذ فترة طويلة فناء خلفيًا لها، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وخلال الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، ستعلن الولايات المتحدة الاعتراف الدبلوماسي بجزيرتين في المحيط الهادئ، كما ستَعِد بأموال جديدة للبنية التحتية، بما في ذلك تحسين اتصالات الإنترنت عبر كابلات تحت الماء، وتُكرّم قادة المنطقة في مباراة لكرة القدم الأمريكية.

وعقد بايدن قمة افتتاحية مع سكان الجزر في البيت الأبيض قبل عام، وكان من المقرر أن يلتقي بهم مجددًا في بابوا غينيا الجديدة في مايو الماضي. لكن تم إلغاء هذه الخطة عندما أجبرت أزمة سقف الديون الأمريكية "بايدن" على اختصار رحلته إلى آسيا.

وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب" أن القمة ستعقد، يومي الاثنين والثلاثاء، تحت عنوان "الإبحار نحو الازدهار المشترك: تعزيز التعاون مع المحيط الأزرق"، بمشاركة القادة وكبار المسؤولين من جميع الدول الأعضاء الـ 18 في منتدى جزر المحيط الهادئ، وهو هيئة حكومية دولية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدان الجزر في المنطقة، وهي: بابوا غينيا الجديدة، وفيجي، وجمهورية جزر مارشال، وجزر سليمان، وتوفالو، وفانواتو، وتونجا، وبالاو، ونيوي، وناورو، وكيريباتي، وولايات ميكرونيزيا الاتحادية، وساموا، وجزر كوك، وأستراليا، ونيوزيلندا، وبولينيزيا الفرنسية، وكاليدونيا الجديدة.

أهداف وأولويات

في قمة العام الماضي مع 14 دولة جزيرية في المحيط الهادئ، تعهدت إدارة بايدن بمساعدة سكان الجزر على صد "الإكراه الاقتصادي" من قِبل الصين واتفق بيان مشترك على تعزيز شراكتهم، قائلا إنهم يشاركون رؤية من أجل منطقة "ستمكنها الديمقراطية من التفتح".

وقال البيت الأبيض إن جهود هذا العام ستركز على أولويات تشمل التغير المناخي والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والصحة العامة ومكافحة الصيد غير المشروع. كما ستعلن الولايات المتحدة أيضًا عن اعترافها رسميًا بجزيرتَى "كوك و نِّوِّى" لأول مرة خلال القمة.

برامج وفعاليات

وفي بالتيمور، اليوم الأحد، سيرى القادة نموذجا لقارب يعمل حارسًا ساحليًا في الميناء، سيتلقون من خلاله إحاطة عن مكافحة الصيد غير المشروع من قبل قائد خفر السواحل، وفقًا لمسؤول لأمريكي. وسيحضر القادة أيضًا مباراة لكرة القدم الأمريكية في اليوم نفسه بين رافنز بالتيمور وكولتس إنديانابوليس، لأن العشرات من لاعبي كرة القدم الأمريكية بالفريقين من أصل جزر المحيط الهادئ.

ردود الفعل والتحديات

وفي حين أعلن ماناسيه سوجافار، رئيس وزراء جزر سليمان، الذي عمّق علاقات بلاده مع الصين، عدم مشاركته في هذه القمة، علّق مسؤول كبير في إدارة "بايدن" على عدم حضوره قائلا، إن الولايات المتحدة "خابت آمالها" بقرار سوجافار.

ويبدو أن واشنطن لم تحرز أي تقدم في عروض تمويل البنية التحتية الضخمة وزيادة المساعدات لجزر سليمان، الذي زار رئيس وزرائها الصين في يوليو الماضي، وأعلن عن اتفاق مع بكين لبناء اتفاق أمني وقّع العام الماضي.

بينما رحّبت جزيرة "فيجي" بالوجود الإقليمي الأمريكي الأقوى كوسيلة لجعل المحيط الهادئ "أكثر أمانًا"، لكن "كيريباتي" (واحدة من أكثر دول جزر المحيط الهادئ النائية)، على بُعد 2500 ميل، جنوب غرب هاواي، قالت هذا العام، إنها تخطط لتطوير مدرج سابق من زمن الحرب العالمية الثانية بمساعدة صينية.

تحرك عسكري

ومن ناحية رد فعل الصين تجاه تلك الجزر، التي تسعى أمريكا للاتفاق معها، في إطار توسيع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، اتهمت الفلبين، اليوم الأحد، قوات خفر السواحل الصينية بتركيب "حاجز عائم" في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وقالت إنه يمنع مواطنيها من دخول المنطقة وممارسة أنشطة الصيد.

وقال جاي تاريلا، المتحدث باسم خفر السواحل الفلبيني، على منصة "إكس": "يدين خفر السواحل الفلبيني ومكتب مصايد الأسماك والموارد المائية بشدة قيام خفر السواحل الصيني تركيب حاجز عائم في جزء من منطقة "سكاربورو شول" مما يمنع قوارب الصيد الفلبينية من دخول المنطقة ويحرمها من أنشطة الصيد والمعيشة"، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وحفاظًا على ما ترى الصين أنه يخضع لنفوذها في بحر الصين الجنوبي، أصدرت بكين الشهر الماضي "الخريطة القياسية" التي ترى خلالها أحقيتها بالعديد من الجزر في البحر. وتقول الصين، إن الخريطة تستند إلى ما يُسمى "خط التسع قطع"، وهو خط متقطع يحيط بمنطقة تشمل نحو 90% من بحر الصين الجنوبي، وظهر هذا الخط لأول مرة في خرائط صادرة عن حكومة الصين، عام 1947، لكن لم يتم تحديد إحداثياته أو تفسيره بشكل واضح، إذ تقول الصين إن هذا الخط يعكس تاريخها وثقافتها وحقوقها في استغلال الموارد بالمنطقة.