في خضم الصراعات الدولية التي يشهدها العالم، دقّ كبار مسؤولي المخابرات الأمريكية ناقوس الخطر، فيما يتعلق بإمكانية نشوب صراع مع روسيا أو الصين، محذرين من أن واشنطن قد تجد نفسها تتعامل مع كلا الخصمين بسبب شراكتهما "التعاونية اللا محدودة".
أمريكا ترتب أوراقها
يرى مسؤولو المخابرات، أن فرصة نشوب حرب بين الولايات المتحدة ومنافسيها أصبحت أكثر ترجيحًا الآن مما كانت عليه قبل بضع سنوات، ما دفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في تفكيرها وتخطيطها العسكري.
وحسب موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي، فإن جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي حول التهديدات العالمية، شهدت تعليقات من أفريل هاينز، مديرة المخابرات الوطنية، وجيفري كروس، مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية، على التعاون الأخير بين روسيا والصين، إذ أوضحا أن البلدين يمكن أن يساعد كل منهما الآخر في حالة نشوب حرب مع الولايات المتحدة.
وعلى هامش جلسة الاستماع، سلّطت مديرة المخابرات الوطنية الضوء على العلاقات بين الاثنين، من الأنشطة العسكرية إلى الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا، مؤكدة أن هذا دفع الحكومة الأمريكية إلى مناقشة التخطيط الجديد "في جميع المجالات".
وعند سؤالها عما إذا كانت هذه الديناميكية تعني أن على الولايات المتحدة الاستعداد لمحاربة كلا الخصمين في الوقت ذاته، إذا بدأ الصراع مع أي منهما، قالت "هاينز" إن ذلك ممكن، لكن الاحتمال "يعتمد على السيناريو"، إلا أن مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية رأى أن هذا الاحتمال أصبح أكبر مما كان عليه قبل بضع سنوات.
وأشار "كروس" إلى أن "خلاصة القول هي أنه إذا كان علينا أن نواجه صراعًا مع إحداهما، فمن المرجح أن تكون لدينا جبهة ثانية".
وأكد مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية أن ما شهدته وزارة الدفاع الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية "جعل الوزارة تعيد النظر في تحليلها وتصبح أكثر قلقًا" بشأن متطلبات القوة المشتركة في بيئة يمكن لروسيا أو الصين أن تدعم بعضها البعض في الصراع.
الاتهامات تلاحق الصين
وتقول أمريكا إن الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا، التي تم الإعلان عنها في فبراير 2022 قبل الحرب الأوكرانية، تدفع أيضًا البنتاجون إلى تغيير تفكيره بشأن الشكل الذي قد يبدو عليه الصراع المحتمل مع أي من الخصمين.
وذكر موقع "بيزنس إنسايدر"، أن أحد الأدلة الأكثر وضوحًا، إلى جانب دعم الصين للحرب الروسية في أوكرانيا ومساعدة روسيا على التهرب من العقوبات، هو التعاون العسكري فيما يتعلق بتايوان، التي ظلت لفترة طويلة نقطة اشتعال محتملة.
وأوضحت "هاينز" للجنة مجلس الشيوخ أن روسيا والصين أجرتا مناورات تتعلق بتايوان للمرة الأولى، ما سلّط الضوء على احتمال مشاركة روسيا في حال قررت الصين مواصلة غزو الجزيرة أو حصارها.
وخلال الشهر الماضي، وبسبب ما تدعيه أمريكا أن الصين تساعد روسيا عسكريا، فرضت واشنطن عقوبات على بكين قد تتسبب في فقدان بعض البنوك الصينية إمكانية الوصول إلى الدولار، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن أشخاص مطلعين على الأمر أن هذه الإجراءات يتم اتخاذها لمنع ما تعتبره الولايات المتحدة دعمًا صينيًا للعملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وعقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الأسبوع الماضي، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الصين بتزويد روسيا بأجزاء تكنولوجية مهمة لصناعة الأسلحة لديها.