أعلن الجيش الأمريكي عن خفض 24 ألف وظيفة، ضمن إعادة هيكلة لزيادة كفائة القوى القتالية، في إطار استراتيجية الدفاع الوطني التي بدأها الرئيس السابق دونالد ترامب وأيدها إلى حد كبير الرئيس الحالي جو بايدن، والتي تركز على مواجهة التهديدات المتزايدة للولايات المتحدة من روسيا والصين.
وقالت وثيقة جديدة نشرتها، وزارة الدفاع الأمريكية، إن هذا الخفض يتماشى مع تحول البنتاجون من التركيز على مكافحة الإرهاب خلال العقدين الماضيين إلى الاستعداد لحرب بين القوى الكبرى.
وقالت الوثيقة: "سيقلص الجيش الهيكل القوي الزائد وغير المأهول بشكل كبير ويبني تشكيلات جديدة مجهزة بقدرات جديدة تلزم للعمليات القتالية ذات الحجم الكبير". وأضافت: "بجلب هيكل القوات والقوة الفعلية إلى محاذاة أقرب، سيضمن الجيش أن تكون تشكيلاته ممتلئة على المستوى المناسب للحفاظ على حالة عالية من الجاهزية".
وبلغ عدد الجيش الأمريكي نحو 600 ألف جندي خلال الحروب في أفغانستان والعراق، لكن انتهاء هذه النزاعات أدى إلى انخفاض مستمر مع عودة الجنود إلى الثكنات.
وأقرت الوثيقة، التي نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، بالمشاكل التي تعاني منها عملية التجنيد في الجيش والخدمات العسكرية الأخرى في السنوات الأخيرة. وفشل الجيش والبحرية والقوات الجوية في تحقيق أهداف التجنيد العام الماضي.
وأضافت الوثيقة أن هذا الخفض سيسمح للجيش بتضييق الفجوة بين هيكل القوات، الذي صمم لاستيعاب 494 ألف جندي، والقوة الفعلية النشطة، التي تحددها القوانين بـ 445 ألف جندي. والهدف الآن، وفقا للوثيقة، هو الوصول إلى قوة جيش تبلغ 470 ألف جندي.
وقال مسؤولو وزارة الدفاع إن عدة قضايا عرقلت عملية التجنيد. وأشاروا إلى أن نسبة الشباب الأمريكيين الذين يتأهلون ويهتمون بالخدمة العسكرية انخفضت. كما أدى انخفاض معدل البطالة إلى أن يكون للشباب خيارات أخرى.
وأشار مسؤولو وزارة الدفاع العام الماضي إلى أن الجيش يخطط لخفض نحو 3 آلاف وظيفة من قوات العمليات الخاصة.
ويرجع قلق قادة الجيش الأمريكي والمسؤولون الدفاعيون الكبار لأكثر من 20 عاما من أن التركيز على القتال ضد التمرد قد ترك الجيش غير مستعد لحرب بين القوى الكبرى.
مع استمرار البنتاجون في تحويل اهتمامه نحو مواجهة الصين وروسيا، أثارت الأحداث في الشرق الأوسط التي نجمت عن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والرد الإسرائيلي في غزة، الحاجة إلى أن يكون الجيش الأمريكي قادرًا على التعامل مع الوضعين في آن واحد، وربما لسنوات طويلة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال مسؤولو البنتاجون إن هذا التحدي يستمر في زيادة الضغط على الجيش الذي يعاني بالفعل من الإجهاد. وتضاف إلى ذلك عدم اليقين الذي يحيط بميزانية البنتاجون منذ عام 2011، عندما تم وضع حدود إلزامية للإنفاق.
وقال الجنرال راندي جورج، رئيس أركان الجيش، للصحفيين أمس الثلاثاء في إفطار نظمته مجموعة كتاب الدفاع: "الأشياء التي نقوم بتقليصها في تشكيلاتنا هي في الواقع أشياء لن تجعلنا ننجح في ساحة المعركة في المستقبل".
وأضاف أن الجيش لديه قدرات أخرى "نريد تنميتها وإضافتها"، بما في ذلك تلك التي تساعد على حماية القوات والأمريكيين من الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ وحتى الصواريخ البالستية.