في تصعيدٍ جديدٍ للتوتر بين موسكو وباريس حول الحرب في أوكرانيا، أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من جديد حول إمكانية إرسال قوات غربية برية للقتال في أوكرانيا غضب الكرملين، إذ حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، من أن تلك التصريحات تشكل "اتجاهًا خطيرًا جدًا"، واعتبرها تهديدًا بانخراط مباشر في الصراع الدائر منذ أكثر من عامين.
الكرملين يحذر من "اتجاه خطير" لماكرون
في ردة فعل غاضبة، حذر الكرملين بشدة من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أعاد فيها التأكيد على احتمال إرسال قوات غربية إلى كييف للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية في حال تقدمت روسيا واخترقت خطوط الجبهة، إذ -بحسب ما أشارت وكالة "تاس" الروسية- وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، هذه التصريحات بأنها "اتجاه خطير جدًا"، معتبرًا أن باريس "تواصل باستمرار التلميح إلى إمكانية انخراطها المباشر في الصراع حول أوكرانيا".
وأضاف بيسكوف في تصريحاته الغاضبة "نحن نراقب كل ذلك عن كثب، وسنواصل عملياتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى تحقيق جميع الأهداف المحددة".
ماكرون يتمسك بموقفه
تأتي تصريحات الكرملين هذه، ردًا على مقابلة أجرتها مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية مع ماكرون، والتي قال فيها الرئيس الفرنسي إنه "إذا تمكنت روسيا من اختراق خطوط الجبهة، وطلبت أوكرانيا ذلك -وهو ما لم يحدث حتى الآن- فيجب علينا بشرعية التساؤل عن هذا الأمر".
لم يكتف ماكرون بتكرار موقفه حول إمكانية إرسال قوات غربية لأوكرانيا، بل دافع عنه بشراسة، واصفًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "شخص لا يستبعد أي شيء"، إذ أشار الرئيس الفرنسي في مقابلته مع "ذا إيكونوميست": "لقد كنا متردِّدين جدًا في صياغة حدود إجراءاتنا تجاه من لا حدود لديه وهو المعتدي".
واعتبر ماكرون أن "استبعاد" إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا مسبقًا "يعني عدم استخلاص الدروس من السنتين الماضيتين"، في إشارة إلى تردد حلفاء كييف في البداية، بشأن إمدادها بأسلحة ثقيلة مثل الدبابات والطائرات قبل أن يغيروا موقفهم لاحقًا. كما أكد أن لديه "هدفًا استراتيجيًا واضحًا هو: لا يجب أن تفوز روسيا في أوكرانيا".
وتابع قائلًا "إذا فازت روسيا في أوكرانيا، لن يكون لدينا أي أمن متبقٍ في أوروبا. فمن يستطيع الادعاء بأن روسيا ستتوقف عند هذا الحد؟ أي أمن سيكون متاحًا للدول الأخرى المجاورة مثل مولدوفا ورومانيا وبولندا وليتوانيا وغيرها الكثير؟".
تصعيد جديد لجدل قديم
لا تعتبر تصريحات ماكرون الأخيرة سوى تصعيد جديد لجدل أثاره في فبراير، عندما قال إن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا "لا ينبغي استبعاده" في المستقبل، إذ أوضح حينها أنه يريد من خلال ذلك "إعادة بعض الغموض الاستراتيجي" للرد الأوروبي على الحرب الأوكرانية.
ورفضت معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة في ذلك الوقت فكرة إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، واعتبرت أن التصريحات الفرنسية "غير مسؤولة".