بينما تستمر الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الثالث، تصاعدت التكهنات حول احتمالية انخراط المزيد من القوى الغربية بشكل مباشر فيها، خاصة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إمكانية نشر قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوكرانيا.
في هذا السياق، جددت بريطانيا موقفها المتحفظ إزاء هذا الاحتمال، مشيرة إلى عدم وجود خطط لإرسال قواتها لمحاربة روسيا إلى جانب القوات الأوكرانية، في تصريح يكشف عن حساسية الموقف والمخاوف المحيطة بأي تصعيد عسكري مباشر للغرب في هذا الصراع الدامي.
وصرح متحدث باسم الحكومة البريطانية، لوكالة "تاس" الروسية للأنباء، بأن لندن ليس لديها خطط لإرسال قواتها لمحاربة روسيا إلى جانب الجنود الأوكرانيين.
وجاء هذا التعليق بعد أن قال الرئيس الفرنسي إنه لا يستبعد وجودًا نهائيًا لقوات حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية، مع استمرار الحرب.
وكان الرئيس الفرنسي طرح الفكرة لأول مرة أواخر فبراير الماضي، ثم ضاعف من موقفه فيما بعد عندما وصف روسيا بأنها "خصم"، إلا أنه عاد لينفي أن تكون باريس "تشن حربًا" على موسكو.
وفي أعقاب تصريحات ماكرون، ذكرت صحيفة "لوموند" أن فرنسا درست فكرة نشر القوات منذ يونيو 2023 على الأقل.
ومن جهته، قال رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سيرجي ناريشكين، إن باريس تستعد لإرسال نحو 2000 جندي إلى أوكرانيا.
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لوكالة "تاس" إن "لندن ليس لديها مثل هذه الخطط".
وأضاف المسؤول أن الجنود البريطانيين لن "يقاتلوا جنبًا إلى جنب" مع الأوكرانيين، مضيفًا أن الحكومة في لندن استبعدت "الانتشار العسكري الكامل".
وقالت الحكومة البريطانية للصحفيين، الشهر الماضي، إنها لن ترسل قوات إضافية "تتجاوز العدد الصغير من الأفراد الموجودين في كييف لدعم القوات المسلحة الأوكرانية".
وفي تعليقه على الانتشار المحتمل لحلف الناتو في أوكرانيا في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن هذا سيكون "خطوة واحدة خجولة من حرب عالمية ثالثة واسعة النطاق".
كما قال العديد من أعضاء الناتو إنهم ليس لديهم خطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا، فيما أكدت الكتلة التي تقودها الولايات المتحدة أنها لا ترغب في أن تصبح طرفًا في الصراع، لكنها ستواصل دعم كييف بالسلاح والمال "طالما استغرق الأمر".
وحذرت روسيا -مرارًا وتكرارًا- من أن تسليم الأسلحة الغربية يجعل دول الناتو بالفعل مشاركة فعليًا في الصراع، ويخاطر بمزيد من التصعيد.
وقال "بوتين"، الشهر الماضي، إن موسكو ليس لديها أي نية لمهاجمة أعضاء حلف الناتو ما لم تتعرض للهجوم أولًا.