في خضم النقاشات المستمرة حول مستقبل الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلًا واسعًا بتصريحاته حول استحالة تزويد كييف بنظام دفاع جوي مماثل لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي الشهير.
جاءت تلك التصريحات خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث ناقش قادة دول الاتحاد سُبل تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية الممتدة منذ فبراير 2022.
تحديات لوجستية
أوضح ماكرون أن عملية نقل نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي إلى أوكرانيا تُعد مستحيلة في الوضع الراهن، نظرًا للتحديات اللوجستية والفنية الضخمة التي ستواجهها.
وأشار إلى أن إسرائيل استغرقت عقودًا في تطوير هذا النظام المعقد وتمويله، الأمر الذي يجعل من المستحيل إنشاء نظام مماثل يلبي احتياجات أوكرانيا في فترة زمنية قصيرة.
كما أكد الرئيس الفرنسي أن الغرب يفضل تقديم الدعم العسكري لكييف من خلال جهد تعاوني مشترك بين الدول الحليفة، حيث تتكامل المساهمات وتتقاسم المسؤوليات.
القبة الحديدية.. سلاح الردع الإسرائيلي
يُعتبر نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، الذي تم تطويره بتمويل أمريكي وتم نشره لأول مرة في عام 2011، من أبرز الأسلحة الفعالة التي تعتمد عليها إسرائيل في حمايتها من الهجمات الصاروخية والقذائف المدفعية.
ويهدف النظام إلى اعتراض وإسقاط الصواريخ قصيرة المدى والقذائف بفضل قدراته المتطورة في الكشف المبكر والاستهداف الدقيق، وساهم نظام القبة الحديدية في تعزيز قدرات الردع الإسرائيلية خلال العديد من الاشتباكات العسكرية في السنوات الأخيرة.
زيلينسكي يطالب بحماية مماثلة
في أعقاب الهجمات الصاروخية والمُسيّرة الإيرانية الضخمة التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية الأسبوع الماضي، أثار موقف إسرائيل في الرد على تلك الهجمات باستخدام نظام القبة الحديدية اهتمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ اقترح على الدول الغربية الحليفة تقديم نفس مستوى الحماية لبلاده المنكوبة بالضربات الروسية المتكررة، التي تستهدف البنية التحتية المدنية وتخلف خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
تشكيك بوريل
من جهته، رفض المُمثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إمكانية تطبيق النموذج الإسرائيلي في حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية، مبررًا ذلك باختلاف الظروف والتحديات على أرض المعركة.
وأشار بوريل إلى أن الهجمات الإيرانية على إسرائيل تم توجيهها من الأراضي السورية، واستهدفت قواعد عسكرية تابعة لدول حليفة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مما سمح لتلك الدول بالرد دفاعًا عن النفس بمساعدة إسرائيل.
بينما في حالة أوكرانيا، لا توجد قواعد عسكرية غربية مماثلة على أراضيها، ولذلك لا يمكن تكرار نفس سيناريو الاستجابة العسكرية المشتركة.