حذرت الحكومة الإسرائيلية، الإدارة الأمريكية، بشكل صريح باتخاذ إجراءات انتقامية ضد السلطة الفلسطينية، في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين بارزين.
وفي محاولة للضغط على المحكمة الجنائية الدولية، اتهمت إسرائيل السلطة الفلسطينية بممارسة ضغوط على المدعي العام للمحكمة، لدفعه نحو إصدار مذكرات اعتقال ضد قادتها.
ووفقًا لمصادر موقع أكسيوس الأمريكي، فإن الحكومة الإسرائيلية حذرت الإدارة الأمريكية من أنها ستعتبر السلطة الفلسطينية "مسؤولة عن أي خطوة من هذا القبيل"، وستتخذ إجراءات انتقامية قوية.
سيناريوهات الرد الإسرائيلي
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ"أكسيوس" أن تهديد إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية "حقيقي"، ولفت إلى أنه في حال حدوث ذلك، فمن المرجح أن يتخذ مجلس الوزراء الإسرائيلي قرارًا رسميًا ضد السلطة الفلسطينية.
وأوضح أكسيوس أن من بين الإجراءات المحتملة التي قد تلجأ إليها إسرائيل حال صدور مذكرات اعتقال ضد قادتها، تجميد تحويل إيرادات الضرائب التي تجمعها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية.
وفي حال حدوث ذلك، ستواجه السلطة الفلسطينية أزمة مالية خانقة قد تؤدي إلى إفلاسها الكامل، حسب الموقع الأمريكي.
جهود أمريكية
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أكدت مصادر أمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن نقلت رسالة إلى المحكمة الجنائية الدولية مفادها أن إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة إسرائيليين سيكون خطأً، وأن الولايات المتحدة لا تؤيد مثل هذا الإجراء.
وقال مسؤول أمريكي لـ"أكسيوس": "نحن نشجع المحكمة الجنائية الدولية بهدوء على عدم اتخاذ هذه الخطوة، لأنها ستفجر كل شيء، وستنتقم إسرائيل من السلطة الفلسطينية".
وأضاف أن الضغوط تتزايد على المدعي العام للمحكمة لإصدار مذكرات الاعتقال، لكن الإدارة الأمريكية لا تعتقد أن هذا الإجراء وشيك بقدر ما تعتقد إسرائيل.
تبادل الاتهامات
في تطور لاحق، علق جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، على التهديدات التي أطلقها بعض النواب الجمهوريين بسنّ تشريعات ضد المحكمة الجنائية الدولية، معربًا عن معارضة الولايات المتحدة لأي تحقيق يستهدف إسرائيل.
وشدد في الوقت نفسه على رفض بلاده للتهديدات وأعمال الترهيب الموجهة ضد قضاة المحكمة، في حين قوبلت تصريحات "كيربي" باستياء من جانب المسؤولين الإسرائيليين الذين طالبوا البيت الأبيض بتوضيح ما إذا كان ذلك يمثل تغييرًا في الموقف الأمريكي تجاه القضية، إلا إن البيت الأبيض أكد أن موقف الولايات المتحدة لم يتغير.