الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بحر الصين الجنوبي يشتعل.. بكين تتحرك ضد واشنطن وحلفائها

  • مشاركة :
post-title
بحر الصين الجنوبي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تصاعدت التوترات بين مانيلا وبكين في الأشهر الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، خاصة بالقرب من منطقة سكند توماس شول. وتعد المياه الضحلة موطنًا لمركز عسكري فلبيني، وشهدت المياه القريبة اشتباكات بين الجانبين، بما في ذلك العديد من الاصطدامات واستخدام خراطيم المياه القوية من قِبل خفر السواحل الصيني، التي هددت بالتصعيد إلى أزمة أكبر، قد تجذب الولايات المتحدة، حليفة مانيلا في معاهدة الدفاع.

واليوم الأحد، انضمت اليابان إلى الولايات المتحدة وأستراليا والفلبين في مناورات بحرية وجوية مشتركة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، فيما أعلنت الصين عن تدريباتها الخاصة في الممر المائي الاستراتيجي.

مناورات رباعية

ذكرت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" أن اليابان شاركت في مناورات بحرية وجوية مشتركة في بحر الصين الجنوبي، اليوم الأحد. وتضمنت التدريبات، التي شملت المدمرة "أكيبونو" التابعة للجيش الياباني، تدريبات على الاتصالات وتكتيكات الفرقة وتدريبات على التقاط الصور.

من جانبه، قال الجيش الفلبيني، إن "القوات المسلحة الفلبينية والقيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ وقوات الدفاع الأسترالية وقوات الدفاع الذاتي اليابانية أجرت بنجاح أول نشاط تعاوني بحري متعدد الأطراف في بحر الفلبين الغربي"، وذلك باستخدام تسمية مانيلا الرسمية لأجزاء من بحر الصين الجنوبي.

وأكد البيان، أن التدريبات المشتركة شاركت فيها سفن بحرية وطائرات، وتمت في منطقة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين في الممر المائي الاستراتيجي.

وبدوره، قال وزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا: "تعتقد اليابان أن القضية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي ترتبط بشكل مباشر بالسلام والاستقرار في المنطقة، وهي مصدر قلق مشروع للمجتمع الدولي، بما في ذلك اليابان وأستراليا والفلبين والولايات المتحدة"، مضيفًا أن "اليابان تعارض أي تغييرات أحادية الجانب في الوضع الراهن بالقوة، ومثل هذه المحاولات وكذلك أي أعمال تزيد من التوترات في بحر الصين الجنوبي".

وفي بيان أصدره وزراء دفاع الدول الأربع، أمس السبت، وصف المسؤولون التدريبات بأنها تهدف إلى إظهار "التزامهم الجماعي بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".

وعلى الرغم من أن البيان الأخير لم يذكر الصين، إلا أن نفوذ بكين المتزايد في المياه كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها قوة دافعة لهذه التدريبات.

وتحت ما يسمى بخط النقاط التسعة، تحتفظ بكين بمطالبتها بنحو 90% من بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد -الذي تتدفق عبره تريليونات الدولارات من التجارة كل عام- على الرغم من المطالبات المتداخلة مع تايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا والفلبين.

مناورات مضادة

وبحسب شبكة "جلوبال تايمز" الصينية، قال الجيش الصيني، اليوم، إن قيادة المسرح الجنوبي نظمت تدريبات خاصة به في بحر الصين الجنوبي، وأجرت "دورية قتالية بحرية وجوية مشتركة" في منطقة غير محددة من الممر المائي.

وجاء في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الصينية، في انتقاد واضح للمناورات الرباعية: "جميع الأنشطة العسكرية التي تزعزع استقرار بحر الصين الجنوبي تحت السيطرة".

وأجرت الصين مشروعًا ضخمًا لاستصلاح الأراضي لبناء عدد من الجزر في المياه، على الرغم من احتجاجات المطالبين الآخرين، وكذلك الولايات المتحدة واليابان. وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من إمكانية استخدام المواقع التي تسيطر عليها الصين، التي يتميز بعضها بمطارات عسكرية وأسلحة متقدمة، لتقييد حرية الحركة في المنطقة.

وشددت القوة الآسيوية موقفها بشأن الممر المائي في السنوات التي أعقبت الحكم التاريخي الذي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في يوليو 2016، الذي أبطل معظم مطالباتها هناك.