الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهجرة غير الشرعية.. أزمة تهدد فرص مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
الحدود الأمريكية المكسيكية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت استطلاعات الرأي الأخيرة عن تصاعد حاد للشكوك والقلق لدى الأمريكيين حيال قدرة حكومتهم على السيطرة على حدودها ووقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، فبعد سنوات من الجدل السياسي والخلافات الحزبية حول هذه القضية الشائكة، يبدو أن الثقة في إجراءات الإدارة الحالية آلت إلى مزيد من التراجع، ما جعل من الهجرة غير النظامية واحدة من أبرز محاور حملات المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة والمزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل. 

هل فقدت أمريكا السيطرة على حدودها؟

كشف استطلاع للرأي أجرته شركة "ريدفيلد آند ويلتون ستراتيجيز" لصالح مجلة "نيوزويك" الأمريكية، 11 أبريل الماضي، أن 63% من الناخبين المؤهلين يعتقدون أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على السيطرة على حدودها، مقابل 20% فقط ممن أجابوا بأن بلادهم لا تزال محتفظة بهذه القدرة، في حين رفض 17% الإجابة عن السؤال.

ولعل الأكثر دلالة في هذه النتائج هو أن أكثر من نصف الذين صوتوا للرئيس جو بايدن في انتخابات 2020، وهم 53%، شاركوا في هذا الاعتقاد السلبي تجاه سياسات إدارته في مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وشملت هذه النظرة المتشائمة حتى فئة الشباب من جيل الألفية الجديدة، إذ عبر 47% منهم عن عدم ثقتهم في قدرة الحكومة على السيطرة على حدود البلاد.

امتداد لاتجاه متصاعد

وأوضح تقرير المجلة الأمريكية أن هذه النتائج المثيرة للقلق لم تكن سوى امتدادًا لاتجاه متصاعد بدأ يتجلى منذ أشهر، إذ أظهر استطلاع سابق للشركة ذاتها في أغسطس 2023 أن 58% من الناخبين المؤهلين كانوا يعتقدون آنذاك أن بلادهم لا تسيطر على حدودها مقابل 34% فقط ممن رأوا العكس، ويعكس هذا التراجع الكبير في ثقة الأمريكيين بإجراءات حكومتهم، فشل الإدارة الحالية في التعامل بشكل فعّال مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، الذي لم يتوقف عن الازدياد خلال السنوات الأخيرة، إذ سجلت سلطات الجمارك الأمريكية 9.8 مليون حالة اعتراض لمهاجرين دخلوا البلاد بصورة غير قانونية في الفترة بين أكتوبر 2019 ويناير 2024.

تفاقم في حدة التواترات

تشير "نيوزويك" إلى أن هذه الأزمة الحدودية المستعصية فاقمت من حدة التوترات بين الإدارة الفيدرالية وبعض حكومات الولايات، خصوصًا ولاية تكساس التي تطل على الحدود الجنوبية للبلاد مع المكسيك، وفي 12 أبريل الماضي، أعلن حاكم تكساس الجمهوري جريج أبوت، أن قوات أمن الولاية نجحت في اعتقال أكثر من 507 آلاف مهاجر غير شرعي، منذ إطلاق عملية "لون ستار" قبل عامين لمكافحة ظاهرة العبور غير المشروع للحدود.

ويلقى أبوت تأييدًا واسعًا لموقفه هذا من قبل 25 حاكمًا جمهوريًا آخر، فيما دعا الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي سبق له وأن جعل من تشديد إجراءات الهجرة أحد محاور حملاته الانتخابية، إلى نشر قوات الحرس الوطني من الولايات التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري في تكساس لدعم جهود مراقبة الحدود هناك.

أبرز محاور الحملات الانتخابية

وذكرت المجلة الأمريكية أنه في ضوء هذه المعطيات المقلقة، يتوقع خبراء شؤون السياسة الأمريكية أن تكون الهجرة غير الشرعية من أبرز المحاور الرئيسية التي ستشكل ملامح حملات المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، نوفمبر المقبل، إذ أصبح هذا الملف بمثابة محرك لاختبار قدرة الإدارات على حماية البلاد والسيطرة على أوضاعها الأمنية، لا سيما بعد فشل مشروع قانون شامل طرحه مجلس الشيوخ، فبراير الماضي، ويهدف إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية في الحصول على دعم كتلة كافية من النواب الجمهوريين، الذين اعتبروا أن هذا المشروع لا يذهب بعيدًا في تشديد الرقابة على الحدود.