احتفى الآلاف من المؤيدين المتعصبين للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، في مدينة "ريو دي جانيرو" بعملاق التكنولوجيا الأمريكية، إيلون ماسك، والذين اعتبروه مؤيدًا لحركتهم اليمينية المتطرفة، بعد هجومه على قاضي التحقيقات.
ويوم الأحد، انتشرت صورة "ماسك" واسمه في كل مكان، حيث تجمع عشرات الآلاف من أتباع بولسونارو على شاطئ "كوباكابانا" في المدينة لتكريم الرجلين.
وكان ملياردير التكنولوجيا قد أمضى الأسابيع الأخيرة في استخدام شبكته الاجتماعية "إكس" لمهاجمة العدو اللدود لبولسونارو، قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس؛ وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ويتولى "مورايس" مسؤولية التحقيقات مع بولسونارو، والتي يمكن أن تؤدي إلى دخول الرئيس السابق إلى السجن، بما في ذلك التحقيق في مؤامرة الانقلاب المزعومة التي سبقت التمرد اليميني في العاصمة "برازيليا" في 8 يناير 2023.
تغريدات هجومية
عبر تغريدات "إكس"، وصف ماسك القاضي البرازيلي بـ "دارث فيدر البرازيلي" -أحد أشهر الشخصيات الشرير في سلسلة أفلام "حرب النجوم"- كما شبّه أفعاله بأفعال "الديكتاتور الوحشي".
وكتب على منصته الاجتماعية: "لقد خان هذا القاضي بوقاحة، وبشكل متكرر، دستور البرازيل وشعبها. يجب أن يستقيل أو يُعزل".
وجاء هجوم صاحب التقنيات الأشهر ضد مورايس بعد أن استجاب القاضي لطلب إدراجه في تحقيق حول نشر الأخبار المزيفة عبر الإنترنت.
وفي السنوات الأخيرة، أصدر مورايس تعليماته للشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "إكس"، بحظر عشرات الحسابات التابعة لحلفاء أو مؤيدي بولسونارو، وأمر باعتقال سلسلة من الشخصيات المرتبطة بالرئيس السابق.
لكن ماسك أثار إعجاب أتباع بولسونارو، الذين اتهموا مورايس بشن حملة مناهضة للدستور ضد أصحاب النفوذ والسياسيين والناشطين اليمينيين المتطرفين.
احتفاء وهجوم
مُنع بولسونارو، الذي تولى الرئاسة من 2019 إلى 2023، من الترشح لمنصب الرئاسة، ويواجه سلسلة من التحقيقات الجنائية، أخطرها يتعلق بالمحاولة المزعومة للإطاحة بالحكومة بعد هزيمته في انتخابات 2022 أمام الرئيس لولا دي سلفا.
وفي العام الماضي، زعم تحقيق أجراه الكونجرس البرازيلي أن بولسونارو كان يسعى لمحاولة انقلاب متعمدة؛ بهدف "إغراق أكبر ديمقراطية في أمريكا اللاتينية في الفوضى السياسية، وربما حتى الحرب الأهلية، في محاولة للاحتفاظ بالسلطة".
لكن أمس الأحد، على شاطئ "كوباكابانا"، خاطب بولسونارو الحشد الواقف خارج المباني السكنية المطلة على الشاطئ، والمزينة بأعلام البرازيل الصفراء والخضراء، واصفًا داعمه الأمريكي بأنه "رجل يهتم حقًا بحريتنا جميعًا".
وقال بولسونارو، قبل أن يطلب من الحضور التصفيق للملياردير الأمريكي المولود في جنوب إفريقيا: "إنه -إيلون ماسك- الرجل الذي كان لديه الشجاعة لإظهار الاتجاه الذي كانت تتجه إليه ديمقراطيتنا ومدى الحرية التي فقدناها".
كما نفى الادعاءات السابقة بمحاولته الانقلاب على الديمقراطية، وقال لمؤيديه: "علينا أن نقاتل، وإلا فسنذهب إلى المذبح مثل الخراف". وفق "الجارديان".
وفي مقابل احتفاء اليمينيين، جاءت تغريدات ماسك لتشعل غضب البرازيليين التقدميين، والذين يشتبهون في أن حملته الرقمية ضد قاضي التحقيقات "جزء من حيلة لتقويض الحكومة اليسارية في البرازيل".
ونقل مراسل "الجارديان" عن رئيسة حزب العمال الحاكم، جليسي هوفمان، إن "هجوم ماسك العنيف" كان هجومًا على سيادة القانون المصمم لتعزيز اليمين المتطرف في البرازيل.
كما اتهمت السيدة الأولى، جانجا لولا دا سيلفا، منصة "إكس" بأنها جزء من "عملية منسقة ضد الديمقراطية".