أصبحت شركة "ميتا" تتلقى الضربات من جهات عدة، والتهمة تارة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، وأخرى تتعلق بحماية البيانات، وثالثة تتعلق بجريمة المشاركة في الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة.
وتمتلك "ميتا" تطبيقات شهيرة، مثل "إنستجرام، واتساب، ماسنجر، وثريدز"، من بين منتجات وخدمات أخرى، ما جعلها واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.
نهاية "واتساب" في الصين
وأعلنت شركة "أبل" أنها أزالت تطبيقي "واتساب" و"ثريدز" المملوكين لشركة "ميتا" من متجر التطبيقات الخاص بها في الصين، بعد تلقيها أوامر من السلطات الصينية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي الصيني، وفق "واشنطن بوست".
وقال المتحدث باسم شركة "أبل": "نحن ملتزمون باتباع القوانين في البلدان التي نعمل فيها، حتى عندما نختلف معهم، وأن إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية أمرت بإزالة هذه التطبيقات من المتجر الإلكتروني في الصين بناء على مخاوف تتعلق بالأمن القومي"، وفق "سي إن إن" الأمريكية.
وقال دنكان كلارك، رئيس مجلس إدارة شركة "بي دي إيه تشاينا" للاستشارات الاستثمارية ومقرها بكين: "إن إزالة التطبيقات من قبل شركة "أبل" تمثل توسيع المسافة بين عوالم التكنولوجيا المنفصلة في الصين والعالم الغربي"، وفق "سي إن إن".
وبهذا القرار فقد مثّل عام 2024 نهاية تطبيق "واتساب" رسميًا في الصين، وبدلًا منه أصبح تطبيق المراسلة WeChat، المملوك لشركة Tencent الصينية، هو المسيطر في البلاد.
تحذير هولندي من فيسبوك
ووجّهت الحكومة الهولندية تحذيرًا من أنها قد تتوقف عن استخدام صفحات "فيسبوك" قبل الصيف بسبب مخاوف تتعلق بحماية البيانات حول كيفية استهداف المنصة لمستخدميها، وفق صحيفة "بوليتيكو".
وقالت وزيرة الدولة الهولندية للشؤون الرقمية، ألكسندرا فان هوفلين: "نجري محادثات مع شركة ميتا لتغيير كيفية تشغيل منتج صفحات فيسبوك الخاص بها، بناءً على نصيحة هيئة حماية البيانات في البلاد".
وأضافت "فان هوفلين" في تصريحات لها: "أريد في أقرب وقت ممكن، على الأقل قبل العطلة الصيفية توضيحًا من ميتا حول كيفية تلبية مخاوفنا، وإلا فسنضطر إلى التوقف عن أنشطتنا على صفحات الفيسبوك".
ونصحت هيئة حماية البيانات الهولندية حكومتها "بعدم الاستمرار في استخدام صفحات الفيسبوك، وأن هناك شكوكًا حول عدد من الأسئلة الأساسية"، مشيرين إلى أن معالجة البيانات على صفحات فيسبوك يجب أن تكون أكثر خصوصية، ويجب أن تتمتع الحكومة بمزيد من الشفافية بشأنها.
رد ميتا
وقال ماثيو بولارد، المتحدث باسم ميتا، في بيان له: "نحن نختلف بشكل أساسي مع التقييم الذي تدعمه هذه النصيحة، وهو خاطئ فيما يتعلق بالحقائق ويظهر سوء فهم أساسي لكيفية عمل منتجاتنا، نحن نراجع جميع منتجات ميتا للتأكد من امتثالهم للقوانين في المناطق التي نقدم فيها خدماتنا".
واتساب متهم بالإبادة
وكشف الأيرلندي بول بيجار، صاحب أول مبادرة رقمية لدعم فلسطين، في مقال نشره عبر مدونة له عبر "جوجل بلوجر"، أن "إسرائيل استخدمت نظام لافندر فيما قبل الجريمة، وأنه نظام يستخدمون فيه الذكاء الاصطناعي لتخمين من سيقتلون في غزة، ثم يقصفونه عندما يكونون في المنزل، مع أسرهم بأكملها بشكل فاحش".
وأوضح "بيجار"، الذي أسس تحالفًا تكنولوجيًا مع شركات ومستثمرين ومهندسين في صناعة التقنية، لمناصرة الشعب الفلسطيني، أن أحد المدخلات إلى الذكاء الاصطناعي هو "إذا كنت في مجموعة واتساب مع عضو مشتبه به في حماس، رغم أن الكثير يشارك في مجموعات واتساب مع غرباء وجيران، وفي غزة، وأن الناس ينشئون مجموعات للتواصل بينهم"، وفق مجلة "+972" العبرية.
واتهم "بيجار" شركة "ميتا" المعروفة سابقًا باسم "فيسبوك"، بأنها ارتكبت أمرًا "تجاوز الفاحشة ويجعلها متواطئة في عمليات القتل الإسرائيلية لأهداف ما قبل الجريمة وعائلاتهم، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، إذ إنه لا ينبغي لأي شبكة اجتماعية أن تقدم هذا النوع من المعلومات حول مستخدميها إلى البلدان المنخرطة في ما قبل الجريمة".
وشدد "بيجار" على أنه "من المهم أن نلاحظ أن ميتا تشارك بالفعل على نطاق واسع في الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة، بما في ذلك القمع الكبير والمُبلغ عنه جيدًا للمحتوى الداعم للحرية الفلسطينية، فضلًا عن سياسة قمع المعارضة لجرائم إسرائيل".