الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"واتساب" يشارك في إبادة غزة.. "ميتا" تزود إسرائيل ببيانات الفلسطينيين لقصفهم

  • مشاركة :
post-title
مقر شركة ميتا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

لمجرد أن يكون لك حساب على "واتساب" أو في مجموعة ضمن هذا التطبيق داخل قطاع غزة فقد يكون سببًا كافيًا أن تفقد حياتك وتتحول إلى أشلاء أنت ومن برفقتك ومن يجاورك في قصف أو غارة جوية إسرائيلية ليس للبشر تدخل فيها سوى السماح لها بارتكاب تلك الجريمة.. فما القصة؟

دماء الشهداء على خوارزميات "ميتا"

لقد تجاوزت دولة الاحتلال الإسرائيل خطاً آخر في أتمتة الحرب، إذ طور جيش الاحتلال برنامجًا مدعومًا بالذكاء الاصطناعي لاختيار ضحايا تفجيراته، وهي عملية تحتاج تقليديًا إلى التحقق يدويًا حتى يتم التأكد من أن الشخص هو هدف، وفق صحيفة "إلبايس" الإسبانية.

هذا النظام الذي أطلق عليه اسم "لافندر"، استخدم نحو 37 ألف فلسطيني كأهداف محتملة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، وبين 7 أكتوبر و24 نوفمبر، تم استخدامه في ما لا يقل عن 15 ألف جريمة قتل في الهجوم على غزة، وفقًا لتحقيق صحفي أجرته وسيلتان إعلاميتان إسرائيليتان، منها مجلة "+972" العبرية، وما نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

نظام "لافندر" القاتل

الكثير من الصحف الأروبية تحدث عن نظام "لافندر" القاتل، لكن الكثير منها لم يناقش "أن إسرائيل تقتل الأشخاص بناءً على وجودهم في نفس مجموعات "واتساب"، لكن هنا سؤال يطرح نفسه: من أين يحصلون على هذه البيانات؟ هل يشاركها واتساب؟

يقول الأيرلندي بول بيجار، صاحب أول مبادرة رقمية لدعم فلسطين، في مقال نشره عبر مدونة له عبر "جوجل بلوجر"، أن "لافندر هو نظام ما قبل الجريمة الإسرائيلي، يستخدمون فيه الذكاء الاصطناعي لتخمين من سيقتلون في غزة، ثم يقصفونه عندما يكونون في المنزل، مع أسرهم بأكملها بشكل فاحش".

مارك زوكربيرج مؤسس شركة ميتا المالكة لتطبيق واتساب
مجموعات واتساب

يوضح "بيجار"، الذي أسس تحالفًا تكنولوجيًا مع شركات ومستثمرين ومهندسين في صناعة التقنية، لمناصرة الشعب الفلسطيني، أن أحد المدخلات إلى الذكاء الاصطناعي هو "إذا كنت في مجموعة واتساب مع عضو مشتبه به في حماس"، مضيفًا أن "هناك الكثير من الأخطاء في هذا الأمر، فالكثير يشارك في مجموعات واتساب مع غرباء وجيران، وفي غزة، الناس ينشئون مجموعات للتواصل بينهم".

ويقوم برنامج "لافندر" بتحليل المعلومات التي تم جمعها عن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من خلال نظام مراقبة جماعي، ثم تصنيف احتمالية أن يكون كل شخص معين نشطًا في الجناح العسكري لحماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين، وتعطي الآلة تقريبًا كل شخص في غزة تصنيفا من 1 إلى 100، مما يعبر عن مدى احتمالية كونهم مسلحين، وفق مجلة "+972" العبرية.

استهداف دون مراجعة

ويقول أحد كبار الضباط الإسرائيليين الذين استخدموا النظام "أنه في الحرب الحالية، لم يُطلب من الضباط مراجعة تقييمات نظام الذكاء الاصطناعي بشكل مستقل، وذلك من أجل توفير الوقت وتمكين إصابة الأهداف البشرية دون عوائق"، وفق صحيفة "إلبايس" الإسبانية.

ويركز "بيجار" على ما إذا كان نظام "لافندر" يحصل على هذه المعلومات من شركة "ميتا" التي تعمل على الترويج لتطبيق "واتساب" كشبكة اجتماعية خاصة، بما في ذلك تشفير الرسائل من طرف إلى طرف، معتبرًا أن تقديم هذه البيانات كمدخلات للنظام يقوض ادعائهم بأن واتساب "تطبيق مراسلة خاص".

"لافندر" و"واتساب" يجعلان كل الفلسطينيين في غزة أهدافا محتملة
ميتا تساعد في إبادة غزة

واتهم "بيجار" شركة "ميتا" المعروفة سابقًا باسم "فيسبوك"، بأنها ارتكبت أمرًا "تجاوز الفاحشة ويجعلها متواطئة في عمليات القتل الإسرائيلية لأهداف ما قبل الجريمة وعائلاتهم، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، إذ إنه لا ينبغي لأي شبكة اجتماعية أن تقدم هذا النوع من المعلومات حول مستخدميها إلى البلدان المنخرطة في ما قبل الجريمة".

وتمتلك "ميتا" تطبيقات شهيرة، مثل إنستجرام، واتساب، ماسنجر، وثريدز، من بين منتجات وخدمات أخرى، ما جعلها واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.

وشدد "بيجار" على أنه "من المهم أن نلاحظ أن ميتا تشارك بالفعل على نطاق واسع في الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة، بما في ذلك القمع الكبير والمُبلغ عنه جيدًا للمحتوى الداعم للحرية الفلسطينية، فضلاً عن سياسة قمع المعارضة لجرائم إسرائيل.

وأظهر مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، تأييدًا كبيرًا للدعاية الإسرائيلية المزعومة خلال الحرب على غزة، ومنح 125 ألف دولار إلى مجموعة "زاكا" إحدى المجموعات التي أُنشئت وتواصل نشر الكثير من الدعاية الأصلية للفظائع الكاذبة في 7 أكتوبر، بما في ذلك خدعة "الاغتصاب الجماعي".