اتهمت عضوة سابقة في مجموعة الخبراء العالمية لشركة "ميتا"، المسؤولين بالشركة التكنولوجية العملاقة بغض الطرف عن المحتوى الضار على منصة إنستجرام التابعة لها وعدم إزالته، متجاهلين النصائح المتكررة من الخبراء حول تسببه في ارتفاع أرقام الانتحار، وإعطائهم الأولوية فقط للربح على حساب المستخدمين، وهو الأمر الذي دفعها لتقديم استقالتها.
مدمنو الشاشات
وتقدم لوتي روبيك، عالمة النفس الرائدة، المشورة لـ "ميتا"، بشأن منع الانتحار وإيذاء النفس، منذ 3 سنوات، وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد أُصيبت بخيبة أمل في الشركة؛ بسبب افتقارها الواضح إلى الرغبة في التغيير، مدعيةً أن ميتا لا تهتم برفاهية مستخدميها وسلامتهم، حيث تستخدم في الواقع محتوى ضارًا لإبقاء الشباب الضعفاء مدمنين على شاشاتهم لصالح أرباح الشركة.
وانضمت روبيك، التي تقود فريق إيذاء النفس في الطب النفسي للأطفال والمراهقين في منطقة العاصمة الدنماركية، إلى مجموعة الخبراء المختارة التي تضم 24 عضوًا، في ديسمبر 2020، على أمل المساعدة في تغيير المنصة لجعلها أكثر أمانًا للشباب، إلا أنه بعد عامين من تجاهل اقتراحاتها توصلت إلى استنتاج مفاده أن اللجنة كانت للعرض فقط، وأرادوا منها الانضمام حتى لا تنتقدهم في المستقبل.
أجندة أخرى
وعن أسباب تقديم استقالتها، أكدت عالمة النفس، بحسب الصحيفة، أن فشل عملاق التكنولوجيا المستمر في إزالة صور إيذاء النفس من منصاته، "يحفز" الشابات والفتيات الضعيفات على إيذاء أنفسهن بشكل أكبر والمساهمة في ارتفاع أرقام الانتحار، وفي خطاب استقالتها كشفت أنها لم يعد بإمكانها أن تكون جزءًا من لجنة الخبراء، كون صوتها لم يعد له تأثير إيجابي حقيقي على سلامة الأطفال والشباب.
وحذرت عالمة النفس، من أن الأمور على السطح تكشف أن الشركة تبدو مهتمة بسلامة المستخدمين خاصة الأطفال، وهو ما يتمثل في مجموعة الخبراء وغيرها من الأمور، إلا أنه خلف الكواليس هناك أجندة أخرى تمثل أولوية أعلى بالنسبة لهم، تتمثل في كيفية الحفاظ على تفاعل المستخدمين وكسب أموالهم من خلال إبقائهم في قبضة محكمة على الشاشة، وجمع البيانات منهم، وبيع البيانات إليهم.
اختفاء المحتوى
وتعتبر شركة ميتا أن الانتحار وإيذاء النفس قضيتان معقدتان، وبحسب المتحدث باسم الشركة، يتم أخذهما على محمل الجد، وزعم أنهم دائمًا ما يتشاورون مع خبراء السلامة الموجودين في المجموعة لسنوات عديدة، والتي ساعدتهم تعليقاتهم على مواصلة تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.
وحول المحتوى الضار، أكدت الشركة أنها أعلنت أخيرًا عن اختفاء المحتوى الذي يناقش الانتحار وإيذاء النفس عن المراهقين، حتى لو شاركه شخص يتابعونه، وهو أحد التحديثات العديدة التي تقول الشركة أنها أجرتها بعد مناقشة مدروسة مع المستشارين.