يترقب العالم الآن السيناريوهات التي ستحدث في منطقة الشرق الأوسط، بعدما شنت إيران ضربات متتالية، الليلة الماضية، على إسرائيل، ردًا على استهداف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، الذي أسفر عن مقتل 7 من قادة الحرس الثوري.
ورأت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن ردّ طهران الذي استخدمت فيه عشرات الصوراريخ والطائرات المسيرة "قد يكون مبررًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلان الحرب على إيران"، لكن يبقى السؤال كيف سترد إسرائيل على هذه الهجمات الإيرانية غير المسبوقة؟
هجوم جريء ومدروس
قالت "ذا تليجراف"، إن هذا –هجوم الليلة الماضية- قد يكون ما كانت طهران تستهدفه، "هجوم جرئ ومنسق يمكن أن تدعي أنه استعاد الردع ضد إسرائيل ولكنه يتوقف قبل أن يشعل حربًا شاملة مع إسرائيل".
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو يمكن أن يشن ردًا مماثلًا، وربما تنفذ إسرائيل ضربات جوية على أهداف في إيران، مماثلة لتلك التي قد تكون على خط النار في تل أبيب، مثل القواعد العسكرية أو المباني الحكومية.
وبحسب "ذا تليجراف"، فإن خيارات الرد الواضحة للانتقام الإسرائيلي ستكون ضربات جوية على مقر الحرس الثوري أو قواعده حول إيران، وفي تلك اللحظة، قد يتوقف الجانبان عن العداء، بعدما حقق كلاهما أهدافه المرجوة.
ولعل السيناريو الأكثر قلقًا بالنسبة لتل أبيب، هو تغلب الطائرات دون طيار الإيرانية والصواريخ على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، ما يؤدي إلى قتل وإصابة أعداد كبيرة من الأشخاص في مدن مثل تل أبيب، التي تستضيف الكيريا، مقر الجيش الإسرائيلي. وهو ما قد يدفع نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات أكثر تطرفًا في الرد.
السيناريو الكابوس
ذكرت "ذا تليجراف"، أنه لا يزال هناك احتمال مظلم لنشوب حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، وهو سيناريو كابوسي سيكلف الكثير من الأرواح البشرية على الجانبين وربما يجر الولايات المتحدة -وأيضًا بريطانيا- إلى الصراع، لكن يقال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، حذر نتنياهو، صباح الأحد، من أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم من قبل إسرائيل على إيران.
على جهة أخرى، يبقى هناك عامل آخر مهم، وهو البرنامج النووي الإيراني، الذي عملت إسرائيل لسنوات على تفكيكه من خلال ضربات سرية. وقد تكون هذا الأزمة الجديدة فرصة لتدمير البرنامج النووي بأكمله مرة واحدة وإلى الأبد.
وأشارت وسائل إعلام عبرية، إلى أن مجلس الحرب سيجتمع اليوم الأحد؛ لبحث سبل الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
فيما ألمحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إلى أن هناك اتجاهين متعارضين يؤثران على القرار المتوقع لنتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت والوزير بيني جانتس، الذين فوضهم مجلس الوزراء بتحديد الخطوط العريضة للرد، أولهما الحاجة إلى ردع النظام الإيراني الذي يعرقل المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وثانيهما الطلب الحازم من الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، أن تمتنع إسرائيل عن الرد غير المتناسب الذي يمكن أن يعرضها للخطر، لذلك فمن مصلحتها تأجيل ردّها لفرصة أخرى.
ونصحت "يديعوت أحرنوت" الحكومة الإسرائيلية بالتخطيط بشكل جيد للرد على إيران لضمان فعاليته، حتى لو استغرق وقتًا وتمّ سرًا.