لعدة ساعات عاش الاحتلال الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو، واحدًا من أسوأ أيامه على الإطلاق، عندما شنت الجمهورية الإيرانية، هجومًا مساء السبت، باستخدام العشرات من الطائرات المُسيرة وصواريخ كروز وصواريخ أرض أرض، أطلقت عليها اسم "عملية الوعد الحقيقي".
وتأتي تلك الهجمات الإيرانية؛ ردًا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي، وهو شخصية بارزة في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في الأول من أبريل، في غارة على مبنى دبلوماسي إيراني في العاصمة السورية دمشق.
في التقرير التالي نرصد التسلسل الزمني للأحداث التي بدأت بإعلان جيش الاحتلال إطلاق المُسيرات والصواريخ الباليستية على إسرائيل، وصولًا إلى هدوء العاصفة مع تصريحات بايدن في الصباح الباكر من اليوم الأحد.
في الساعة العاشرة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، أعلن الأدميرال دانييل هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن إيران أطلقت عشرات الطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، ومن المتوقع وصولها خلال ساعتين، وهو ما وضع القوات الإسرائيلية في حالة تأهب، وهو ما أكده بيان للحرس الثوري الإيراني.
خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكدًا أن الأنظمة الدفاعية منتشرة، وجاهزون لأي سيناريو، سواءً دفاعيًا أو هجوميًا، مقدرًا وقوف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وكذلك دعم بريطانيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى.
وبسبب الهجوم أعلنت وسائل إعلام أمريكية قيام الرئيس جو بايدن بقطع عطلة نهاية الأسبوع، والتوجه إلى البيت الأبيض برفقة مساعديه الكبار، بهدف عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي الأمريكي؛ لبحث الهجمات الإيرانية على إسرائيل.
أكدت مصادر أمنية أردنية لوكالة "رويترز" أن الجيش في حالة تأهب قصوى وأن أنظمة الرادار تراقب نشاط الطائرات بدون طيار، مُشيرين إلى أنهم جاهزون لإسقاط أي طائرة إيرانية تنتهك مجاله الجوي.
في تلك الأثناء تعهد المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، بمعاقبة "النظام الصهيوني"، الذي وصفه بالخبيث في إسرائيل، معتبرًا الهجمات الإيرانية بمثابة رد على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
أغلقت إسرائيل مجالها الجوي كإجراء احترازي، كما تم إغلاق المدارس خلال اليومين المقبلين، وألغت شركة الطيران الإسرائيلية "العال" 15 رحلة كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع.
أعلنت مصادر عسكرية سورية لـ"رويترز" أنه تم وضع أنظمة الدفاع أرض-جو حول العاصمة دمشق، ووضعت قواعدها الرئيسية في حالة تأهب قصوى تحسبًا لضربة إسرائيلية، متوقعين أن تنتقم إسرائيل من قواعد الجيش والمنشآت التي تتمركز فيها الميليشيات الموالية لإيران.
توقع مسؤولون كبار أن تكون مرتفعات الجولان وقاعدة جوية إسرائيلية في صحراء النقب هي مناطق الاستهداف الأساسي للمُسيرات الإيرانية، وأكدت الجارديان أن تل أبيب ومدينة القدس وديمونا، المدينة الصحراوية التي تضم المحطة النووية الإسرائيلية قد تم استهدافها جميعًا.
كشفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، أن العمل العسكري الإيراني كان ردًا على عدوان النظام الصهيوني على المقر الدبلوماسي في دمشق، وبحسب منشور للبعثة على موقع X، فقد أصبح الأمر منتهيًا، محذرين النظام الإسرائيلي من ارتكاب خطًأ آخر، وطلبوا من الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن الصراع، كون الحرب تدور بين إيران وإسرائيل، وعلى الولايات المتحدة "أن تبقى بعيدًا".
في حصيلة أولية أعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة بدون طيار محملة بالمتفجرات على إسرائيل، بينما أكدت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أيضًا أنه تم استخدام صواريخ كروز في الهجوم، متوقعين وصول الطائرات الإيرانية بدون طيار إلى إسرائيل في الساعة الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي.
في تلك الأثناء أصدرت مصر بيانًا دعت فيه كافة الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، واعتبرت مصر أن التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الإيرانية والإسرائيلية حاليا ليس إلا نتيجة مباشرة لما حذرت منه مصر مرارًا وتكرارًا".
في الثانية صباحًا تقريبًا شوهدت انفجارات في السماء في عدة أماكن مع انطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء الاحتلال، حيث كانت الانفجارات مرئية ومسموعة في السماء مع وصول الموجة الأولى من الهجوم إلى إسرائيل.
مع وصول الموجة الأولى من الهجوم أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا حذر فيه من أن إي تهديد من الولايات المتحدة وإسرائيل سيقابل برد متبادل من جانب طهران.
بدأت الإدانات الدولية الغربية، في التنديد بالهجوم الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي، ونددت كل من فرنسا وكندا وبريطانيا وألمانيا بالهجوم، مؤكدين على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات.
وفي تقييم أولي للخسائر أعلن المتحدث باسم الجيش أنه سقط عدد قليل من الصواريخ في أراضي دولة إسرائيل، وألحقت أضرارًا طفيفة بقاعدة عسكرية في الجنوب، مع أضرار طفيفة فقط في البنية التحتية.
فوّض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، جالانت، ورئيس الأركان، جانتس، باتخاذ قرارات بشأن الرد على الهجوم الإيراني، حيث أجرى نتنياهو مكالمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على خلفية الهجمات المُكثفة.
أعلن مجلس الأمن الدولي أنه بصدد عقد جلسة طارئة، اليوم الأحد، بناء على طلب إسرائيل، عقب الهجمات المكثفة ومن المقرر، بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، أن تعقد الجلسة الطارئة في الساعة الرابعة مساءً بتوقيت نيويورك.
كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام، أن طائراته الحربية اعترضت أكثر من 10 صواريخ كروز إيرانية فقط خارج المجال الجوي الإسرائيلي، مشيرين إلى أن إيران أطلقت 185 طائرة بدون طيار و36 صاروخ كروز و110 صواريخ أرض أرض.
بعد هدوء العاصفة، كشف جو بايدن عن تفاصيل مكالمته مع بنيامين نتنياهو، والذي جدد خلالها التزام أمريكا الصارم تجاه أمن إسرائيل، مشيرًا إلى أنه بفضل انتشار الجيش الأمريكي ساعدنا إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ القادمة تقريبًا.