كشفت وسائل إعلام كورية الجنوبية، إصدار النظام الشيوعي في كوريا الشمالية أوامر بإزالة بعض الكلمات من المناهج الدراسية مثل "التوحيد" و"المصالحة" و"المواطنين الأشقاء" من الكتب المدرسية، تماشيًا مع سياسة الحزب، التي تعتبر الجارة الجنوبية "العدو الرئيسي" لها.
وبدأت وزارة التربية والتعليم الكورية الشمالية العملية بعد خطاب سياسي للزعيم كيم جونج أون أمام الجمعية الشعبية العليا في يناير الماضي، دعا فيه إلى إزالة الكلمات، وفقًا لما ذكره موقع "ديلي إن كي" في كوريا الجنوبية، في 5 أبريل.
وذكر الموقع الكوري الجنوبي، نقلًا عن مصدر لم يذكر اسمه قوله: "لهذا العام، أُمرت المدارس باستخدام الأقلام أو أقلام الرصاص لشطب الكلمات المحظورة من قِبل الدولة في الكتب المدرسية"، مضيفًا أن التوجيه "نُفذ من قِبل الهيئة التعليمية".
وبحسب التقارير، أُمرت السلطات التعليمية بمراجعة جميع الكتب المدرسية في مارس من هذا العام وقررت إعداد دفعة جديدة من الكتب المدرسية.
وفي يناير من هذا العام، صرّح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بأن التوحيد مع كوريا الجنوبية لم يعد ممكنًا وأنه يجب تعديل دستور كوريا الشمالية لتصنيفها كـ"العدو الرئيسي" للأمة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأدى هذا التحرك إلى دفع الإدارات الحكومية مثل وزارة التربية والتعليم الكورية الشمالية إلى بدء تغييرات في المناهج الدراسية، حسبما ذكرت "ديلي إن كي".
وذكرت مصادر أخرى، أن "المعلمين شرحوا لطلابهم أنه يجب اتباع الأوامر لأنها تتماشى مع جهود الحزب لإرساء رؤية تاريخية صحيحة".
وفي حال عدم التنفيذ التوجيهات الجديدة، يواجه المعلمون عقوبات تأديبية. على سبيل المثال، في مارس، تم فصل معلمة في مدرسة ابتدائية في مقاطعة بيونجان الشمالية، من وظيفتها بعد أن أمرت الطلاب بترك كتبهم المدرسية في مكاتبهم لأنها شعرت أن الأوامر كانت مرهقة للغاية لتنفيذها. وتم معاقبة المعلمة بتهمة التقصير في الواجب لعصيانها توجيهات الوزارة وفشلها في شرح للطلاب أن الأمر يتماشى مع سياسة الحزب. كما اتُهمت المعلمة المعاقبة بوجود "مشكلات أيديولوجية"، حسبما قال المصدر.
وقال مصدر آخر رفض الكشف عن هويته: "كان من المفترض أن يقضي المعلمون خمس دقائق قبل الفصل في شطب العبارات التي حددها الحزب وإعطاء الطلاب فهمًا صحيحًا لسياسات الحزب".
وفي وقت سابق هذا العام، حضر المعلمون الكوريون الشماليون محاضرة طارئة من قِبل سلطات التعليم الإقليمية والمدينة والمقاطعة، قيل للمعلمين خلالها، إنهم "ثوار مكلفون بإعداد الجيل القادم لقيادة مستقبل الوطن وأنهم يجب أن يكونوا مجهزين أيديولوجيًا كما يجب أن يكون هؤلاء الثوار".
وشعر بعض المعلمين أن مراجعة الكتب المدرسية باليد وحظر نطق كلمة "التوحيد" حتى في الفصول الدراسية كانت "سخيفة"، حسبما ذكرت "ديلي إن كي".