بعد سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الشهر الماضي، وعلى الرغم من أن واشنطن وسول تؤكدان أن التدريبات ذات طابع دفاعي، إلا أن بيونج يانج نددت بالتدريبات واصفة إياها بأنها "ممارسات للغزو"، وتعتبرها تهديدًا كبيرًا لأمن نظامها. حسبما ذكر "راديو آسيا".
بيونج يانج تحذر
أطلقت كوريا الشمالية تحذيرًا جديدًا ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مدعية أن التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين ستؤدي في نهاية المطاف إلى "تدمير" شبه الجزيرة الكورية.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على نطاق واسع بأنها محاولة من بيونج يانج لإنشاء أساس لتطوير قدراتها النووية، لكن أحد المحللين يلاحظ أنها قد تستهدف "التماسك الداخلي" للبلاد.
ووصفت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بأنها "دمية"، وقالت صحيفة "رودونج سينمون" الرسمية التابعة لبيونج يانج، اليوم الاثنين، إن سول "مهووسة بإثارة حرب الغزو" بإصدار "تصريحات عدائية" خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت الصحيفة: "من خلال مراقبة التدريبات الحربية التي أجريت خلال أكثر من شهر فقط، يصبح مدى هياج الحرب لدى الدمية واضحًا للعيان"، مدعية أن التدريبات المشتركة بين سول والولايات المتحدة هي عمل "متهور"، متجه إلى "التدمير".
تعليق كوريا الجنوبية
من جانبه أكد كو بيونج سام، المتحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية، خلال إحاطة صحفية اليوم، أن كوريا الشمالية هي المسؤولة عن تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وأعرب "كو" عن أسف سول الرسمي، قائلًا، إنه يرى التقرير "انتقاد أحادي الجانب". حسبما ذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية.
وينظر إلى ادعاء الشمال، على نطاق واسع، بأنه محاولة لإنشاء أساس لتبرير تطويره النووي في ظل عجزه عن مواكبة القدرة التقليدية للحلفاء (أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية).
ويعتقد أيضا مسؤول كوري جنوبي، أن كوريا الشمالية قد تتواصل بشكل رئيسي مع جمهورها الداخلي في تبرير خط سياسة زعيمها كيم جونج أون لتطوير قدرة أمته النووية. وقال تشيون سيونج هون، الأمين السابق لاستراتيجية الأمن في مكتب الرئيس الكوري الجنوبي: "تمر كوريا الشمالية حاليًا بفترة تلخيص إنجازاتها الوطنية العامة والشاملة. وبتسليط الضوء على ما تدعيه بأنه تهديد يمثله تنسيق الأمن بين الحلفاء تبرر كوريا الشمالية سياسة كيم جونج أون لتعزيز القدرات النووية".
وأشار "تشيون" أيضًا إلى أن الخطوة قد تساعد في تعزيز وحدة كوريا الشمالية الداخلية، مشيرًا إلى أن سياسة تعزيز القدرات النووية ستستمر في السنوات المقبلة. وحذّر المحلل قائلًا: "يجب على حكومتي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجنب تصعيد الوضع بشكل مفرط"، مؤكدًا أن "هناك حاجة إلى بذل جهود لإدارة الوضع بثبات".
وأقامت كوريا الشمالية أخيرًا نقاط حراسة مسلحة على طول حدودها مع الجنوب، ويرى البعض ذلك كجزء من استراتيجية بيونج يانج لممارسة الضغط على سول، ما قد يؤدي إلى مزيد من الأعمال الاستفزازية على الخط الأمامي.